نصر حامد أبو زيد يكشف موقف أدونيس من الثقافة السائدة ورؤيته للإبداع

تناول نصر حامد أبو زيد إبداعات الشاعر والمفكر أدونيس الذي يصادف اليوم عيد ميلاده، في كتابه الشهير مشكلات القراءة وآليات التأويل، ورغم أنه وضعها تحت مجهر النقد إلا أنه تناولها أيضا باعتبارها عملا إبداعيا. الظاهرة، فتعامل بشكل لا ينفصل عن تصوراته ومؤلفاته في عمق الإنسان الشاعر المبدع الذي يحدد شكل الإبداع عند أدونيس وتصوراته الثقافية.

يقول نصر حامد أبو زيد: إن موقف أدونيس من الواقع يتحدد من خلال تمييزه بين ثقافتين: الثقافة السائدة، والثقافة الطليعية التي ينتمي إليها. ومن وجهة نظره فإن الثقافة السائدة هي “جزء من السائد. وتتحقق هذه الأيديولوجية في مؤسسات المجتمع العربي، متجسدة في ممارسات الجهاز الأيديولوجي”. ولكن استعادة الأيديولوجية الاستغلالية الماضية، وليس التحول السياسي الظاهري أكثر من مجرد إزاحة الطبقة المستغلة القديمة لاستبدالها بثقافة طليعية طبقية جديدة مماثلة ينتمي إليها المؤلف هي ثقافة الطليعة. طليعة الطبقات المسودة، وهي “طليعة تمتلك وعيها الخاص، ومكانتها هي أنها سوداء، وأنها لا تهدأ من أجل التحرر و”. التحرر من ظروف حياتها هذه ومن الأيديولوجية السائدة.

ثم ينتقل نصر حامد أبو زيد إلى مفهوم الإبداع عند أدونيس فيقول: “الإبداع هو الدخول إلى المجهول لا إلى المعلوم. فإذا لم يتمكن الشاعر من الإبداع من العدم فإنه يواجه معضلة معقدة، خاصة إذا كان شاعرا”. شاعر ملتزم بموقف سياسي طليعي، كما هو الحال مع أدونيس “فعلى المستوى الفني يواجه الشاعر مشكلة ذات جانبين مترابطين: كيفية التعبير عن الحداثة (ما هي) الانفصال عن الآلية الأيديولوجية السائدة مؤكدة)، وكيفية إيصال هذا التعبير (أكد نتيجة لارتباطه العضوي بمفهوم الجماعات الطلائعية التي تعمل على التغلب على الأيديولوجية السائدة وعلاقاتها)، ولذلك يبدو أن دور على الشاعر أن ينتج فعالية جمالية لا تستلهمها العادة السائدة، ولا قوة الإيديولوجية السائدة، بل على العكس من ذلك، تستلهم الطاقة الكامنة المكبوتة ولكنها قادرة على تجسيدها. لتغيير الأحوال وخلق ظروف جديدة لحياة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top