مثقفون: وسائل التواصل الاجتماعى تسهم فى إلهام الكاتب من خلال أفكار عفوية

أكد مجموعة من الكتاب والروائيين على دور الكتابة كأداة للتعبير، وأشاروا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي مساحات للحرية الكتابية والإبداع الذي يتطلب الشجاعة والمرونة لمواجهة مختلف أنواع التحديات.

قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إن منصات التواصل الاجتماعي تفرض نفسها بشكل لا يخضع لقوانين واضحة، مشيرا إلى أن البعض يجد فيها وسيلة للتعبير.

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد على إلهام الكاتب من خلال الأفكار والحكم العفوية التي تخرج من الناس دون قصد، مستشهدا بعبارة لفتاة صغيرة “في ناس رميتهم شخصيا في العام الماضي”، ألهمت مجتمعا بأكمله. رواية.

كما تناول عبد المجيد موضوع الجوائز الأدبية، مشيراً إلى أنه رغم حصوله على الكثير منها، إلا أنه لم يتقدم بنفسه للحصول على أي جائزة. وإذا كانت المبادرات من هيئات ثقافية أو دور نشر، رأى أن الكتابة من أجل الجوائز تفقد قيمتها على المدى الطويل.

وأكد أن حرية المؤلف تكمن في الكتابة الحرة ودون انتظار ترميز المكافآت بدلا من إعلان أسماء الشخصيات الحقيقية، مما يعزز ذكاء الراوي ويحمي خصوصية الآخرين.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات الدورة 43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر، تحت شعار “هكذا نبدأ”. واستضافت الروائيين إبراهيم عبد المجيد، وعلي بدر، وخافيير سركاس، وعبد الإله بن عرفة، وإيمان اليوسف، وأدارتها د. منية سويد.

كفاءة

وقال الكاتب المغربي عبد الإله بن عرفة إن تجربته في الكتابة تأثرت بشخصيات تقليدية مثل الغزالي ولسان الدين بن الخطيب، حيث تجلت معاني حرية التعبير في مختلف مسارات حياتهم، وأشار إلى أن مفهوم “الأدب الملتزم” نشأ مع بداية القرن العشرين، عندما أصبح الأدب مستقلا عن المؤسسات السياسية والدينية، مما أدى إلى ظهور “المثقف” نموذجا للالتزام. القضايا المجتمعية.

وأضاف بن عرفة أن الأدب شهد تحولات كبيرة بعد الثورة البلشفية، إذ تعمق مفهوم “الأدب الملتزم” الهادف إلى الانتصار على القضايا فورًا ودون انتظار. لكنه أشار إلى أن هذا النوع من الأدب يحصر المؤلف في الأطروحات السياسية أو الاجتماعية، مما يقلل من حضوره الإبداعي.

وشدد على ضرورة تطوير أساليب ممارسة الحرية الإبداعية في عصر تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على النقاش العام، مشددا على أن التحدي الآن ليس الرقابة الرسمية على إبداع المؤلف، بل الحاجة إلى سلطة لتنظيم الفوضى الإعلامية المتزايدة. .

من جانبها أكدت الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف أن الكتابة كانت دائما وسيلة للتعبير عن الرغبة في التحرر سواء التحرر الداخلي أو الخارجي مما يمر به الكاتب، ولفتت اليوسف إلى أن الكتابة بدأت في العصور القديمة وعندما أراد الإنسان أن يترك بصمة على جدران الكهوف للتعبير عن نفسه، كان يعبر عن رغباته وأفكاره بحرية، لافتاً إلى أن العديد من النساء في التاريخ اختارن السير تحت أسماء مستعارة. الكتابة، وهي مؤشر على سعي الإنسان الدائم إلى الحرية، حتى لو اضطر إلى إخفاء هويته.

وأوضح اليوسف أن الأدب العربي والعالمي حافل بالأمثلة التي تعكس هذا الشوق إلى الحرية مثل قصص “ألف ليلة وليلة” والشعر العربي المنتشر الذي يستخدم فيه الشعراء أسماء مستعارة للتعبير عن الحبيبة دون إخبارها. علانية. الهوية وأشارت إلى أن هذا الالتفاف على الهوية الحقيقية أدى إلى ظهور الرمزية في الأدب، حيث يستخدم الكاتب والشاعر أساليب متنوعة للتعبير عن أفكار عميقة بطريقة غير مباشرة، مما يضيف بعدا خفيا إلى الإبداع الأدبي.

وتحدث الكاتب الإسباني خافيير سيركاس عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الكاتب في الحفاظ على استقلالية الكتابة، مؤكدا على أهمية الوقت والتفاني اللازمين لكتابة الرواية، الأمر الذي قد يستغرق سنوات من العمل الشاق. وأوضح أنه يعمل أكاديميا في الجامعة ويعتبر نفسه محظوظا لأنه يستطيع أن يكسب لقمة عيشه من كتبه، وهو أمر نادر في بلاده، حيث عدد قليل من الكتاب الإسبان يحصلون على دخل كاف من الكتابة وقد حقق الكاتب الكتابة ما يشعر أنه من الضروري كتابته، والاستعداد للنضال من أجل ذلك.

وأكد سيركاس أنه لم يواجه مشاكل رقابية طوال حياته، إذ كان يستطيع أن يكتب ما يشاء في رواياته ومقالاته. ليخلق عوالمه الخاصة وفق رؤيته الحرة والمطلقة.

وحول تحديات الإبداع، قال الكاتب العراقي علي بدر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحا ذا حدين. فهو يسمح بالنشر، وفي الوقت نفسه يشكل مصدراً للرأي، يعكس واقعاً جديداً يجب على الكاتب أن يتعامل معه.

وأكد بدر أن دور المثقفين وعلماء الاجتماع يكمن في البحث عن آليات لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي دون جعل المثقف أسيراً للرأي العام. وأشار إلى أن طريقة تعامل الكاتب مع النقد الاجتماعي تعتمد عليه شخصيا، إذ أن عمل المثقف يقوم على النقد والمطالبة بالتغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top