خالد دومة يكتب: من وحى قراءة "هذه الشجرة"

يسرد لنا الأستاذ العقاد في هذا الكتاب طبيعة المرأة وخصائصها التي هي في صلب تكوينها والتي تملي جوانبها المختلفة. فالأنوثة ليست نتاج العصر الحديث، ولا المرأة مخلوق غيرها. عن المرأة الأبدية، التي عاشت منذ وطئت قدم الرجل الأرض، تختلف المرأة في شكل الجسم وتكوينه، لأنها تحمل وتلد، وهذا يظهر في خصائص جسدها، كما جاء في تقرير هذا المخلوق الذي يتكون. ولا يرى في داخلها أي تأثير على الرجل، فهو لا يتعرض لما تتعرض له النساء، حيث أنهن يختلفن في تركيبتهن الجسدية.

كما أنها تختلف في طريقة تفكيرها ومشاعرها وأحاسيسها وحبها وكرهها، حتى في تقبلها للعادات والأخلاق والدين، وممارسة الحياة ككل، وموقفها من كل ذلك الذي تفرضه عليها طبيعتها. التي خلقها الله، فعليها ألا تحارب الطبيعة، ولا تتذمر منها… ظلمها، لأن ظلمها في خيال من يعتقد أنها تفضل الرجل على المرأة أو تعطي الرجل ما لا تعطيه. فالمرأة لا تعطي، لأن العطاء يختلف في طبيعة كل منهما، فمن الظلم أن يُعطى الرجل ما يُعطى للمرأة، والظلم ليس فقط للمرأة، بل للرجل أيضاً. المرأة كالحلقة بين الرجولة والطفولة تعتني بهما، كما تعتني المرأة بطفلها حديث الولادة وتعتني به، وتبقى… تراقبه لحظة بلحظة، دقيقة بدقيقة، أسبوعاً بعد أسبوع، وهكذا حتى يصبح شاباً أو شابة.

فلو وهبت مواهب الرجل له لضاعت مسألة تربية الأبناء وإعداد جيل المستقبل الذي تقدمه المرأة للعالم. هل هذا ظلم أم مهين للمرأة؟ والوفاء بدورها المنوط بها أمام الحياة وأمام العالم إذا طالبت المرأة بالمساواة فهي صرخة إذا كانت مساوية للرجل فلن تكون رجلاً أو امرأة، وقد ظلمت نفسها ووضعت مكاناً لها. حملها على عاتقها فوق ما تستطيع، ولا قدرة لها على ذلك إلا بالإهمال في عملها. وما يوكل إليها، وما تفرضه عليها طبيعتها، لا تقوم بما يفعله الرجل على أكمل وجه، ولا ترعى مصالحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top