وعد بلفور.. قصة مكافأة أستاذ جامعي ثمنها احتلال فلسطين

اليوم هو الذكرى الـ 107 لوعد بلفور المشؤوم، الذي أعطت بريطانيا بموجبه لليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. وفي 2 نوفمبر 1917، أعلن وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور تعهد بلاده بإنشاء دولة قومية. وطن لليهود في فلسطين، في رسالة بعث بها إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت، والتي عرفت فيما بعد بوعد بلفور.

اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها وعد بلفور وثيقة قانونية لدعم مطالبهم المتمثلة في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق الحلم اليهودي بوعد إحدى الدول الكبرى بالحصول على دولة يهودية. وطن قومي لهم، وجمع شتاتهم بما يتوافق مع توجهات الحركة الصهيونية، بعد أن انتقل من مرحلة التنظير. البرنامج الصهيوني ويؤكد أن الصهيونية تسعى جاهدة إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

وبحسب الكاتب الكبير عباس العقاد في كتابه “الصهيونية العالمية”، فإن فكرة الوطن القومي، أو فكرة الدولة اليهودية، ظلت كسحابة تشكلت وفق أوهام الناظرين إليها. حتى شارف القرن التاسع عشر على الانتهاء دون أن يستقر في وضع محدود، ثم تبلور في شكل مستقر. لاحقاً.

وأوضح العقاد أنه بعد اندلاع الحرب العالمية، تواصل الصهاينة مع المعسكرين، وساعدتهم ألمانيا والنمسا عند الباب العالي لتحقيق هذا الطموح في فلسطين، مما يمهد لانتصار الدول الغربية على أوروبا الوسطى. فكثف مقاومته لمشروع إعادة الإعمار، وتم الاتفاق في هذه الأثناء على أن يكون أستاذ الكيمياء في جامعة مانشستر قد كشف عن طريقة لإنتاج المواد اللازمة. وكان لاستخراج البسكويت من بعض الحبوب يطلب أجرا، لكنه أبى أن يطلب شيئا لنفسه، مكتفيا بالوعد. ويجب على الحكومة البريطانية أن تستمع لمطالب شعبها.

وهذا الأستاذ هو الدكتور حاييم وايزمن، الذي أصبح فيما بعد يعرف كزعيم للحركة الصهيونية، وكانت شفاعته هي المقدمة “المرغوبة” لإعلان وعد بلفور، لكنه لم يعلن عنه في الدول العربية آنذاك. بل إن ذكر منعه في كل المشرق العربي إلا بعد أشهر من الهدنة وغيرها، لم يكن إلا ذريعة لإصدار هذا الوعد الذي كان جزءا من السياسة العامة البريطانية وأعد قبل إعلانه. التنفيذ في الوقت المناسب، ولولا ذلك لكان في طريقه إلى التنفيذ. الشفاعة، ولكن صدرت عن الحكومة البريطانية ثمناً للدعاية الصهيونية في الولايات المتحدة حتى تحصل بريطانيا على المساعدات الأمريكية التي كانت في أمس الحاجة إليها لمواصلة الحرب العالمية الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top