حياد أم دعم الهجوم.. هل رفضت الولايات المتحدة العدوان الثلاثى على مصر؟

بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم الشركة الدولية لقناة السويس البحرية، وهي شركة مساهمة مصرية، استقبل القرار بفرحة مصرية كبيرة، حيث أيد الشعب المصري قرار قائدهم، بينما كان على ومن ناحية أخرى، قوبل الخبر بسخط شديد من جانب بريطانيا وفرنسا اللتين أدارتا العمل الملاحي في القناة.

وكان وراء هذا القرار قيام فرنسا وبريطانيا مع الكيان الصهيوني بشن حرب على مصر بهدف إثناءها عن القرار، وهو ما عرف تاريخيا بالعدوان الثلاثي. إلا أن التأميم لم يكن السبب الوحيد في عدوان هذه الدول على مصر، فكل دولة من الدول التي شاركت في العدوان كانت أسباب ذلك أن مصر وقعت اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي زودت مصر بأسلحة متطورة ومتطورة لهذا الغرض. تعزيز القوات المسلحة لردع إسرائيل.

رفضت الدول العربية بشكل قاطع الهجوم على مصر، ومن بينها المملكة العربية السعودية التي أعلنت حينها قطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا، وحظر تصدير النفط السعودي إلى دولتي العدوان، لكن كانت هناك وقامت دول أخرى بالقرار في مغازلة علنية للمملكة البريطانية والجمهورية الفرنسية، بما في ذلك أستراليا التي قامت مصر بقطع علاقاتها معه بعد أن أعلنت تأييدها للعدوان.

وكان الجانب الروسي أكبر داعم لمصر بين القوى الكبرى في محاولة وقف العدوان، لكن موقف الولايات المتحدة يظل غامضا بين الوقوف إلى جانب حلفائها، وخاصة دولتها الصغيرة في الشرق الأوسط – إسرائيل – وبين السماح بوقف العدوان. الجانب الروسي. ليكون لها نفوذ أكبر في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي خسارة جميع دول المنطقة لصالح المعسكر السوفييتي.

وجاء في دراسة بعنوان “موقف الولايات المتحدة الأمريكية من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956” للدكتور . راما عزيز دراز، منشور في مجلة كلية العلوم الإنسانية بجامعة بيروت، وقفت الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، من خلال منع بريطانيا من الانتصار أثناء العدوان. ثلاث دول معتدية، ولكن بسبب خوفه من تنامي نفوذ الاتحاد. الاتحاد السوفييتي في مصر والعالم العربي، وبالتالي انتهت أزمة العدوان الثلاثية بإضعاف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وفي الوقت نفسه تعاظمت قوة ونفوذ الرئيس جمال عبد الناصر.

وأوضح الباحث أن الرئيس الأمريكي الأسبق أيزنهاور دعا بريطانيا للتفاوض مع مصر، في محاولة لوقف استخدام القوة المباشرة، وأشار إلى أن بريطانيا وفرنسا تعتقدان أن القوة هي الحل الوحيد للتعامل مع قرارات الزعيم جمال عبد الناصر. . لذلك دفعت أمريكا إلى إرسال بعثات وساطة، ومحاولة إيجاد الحل داخل مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة ويوم العدوان. ولا تعتقد الولايات المتحدة أن جهود السلام قد وصلت بالفعل إلى طريق مسدود.

وأكدت الدراسة المذكورة أنه بعد العدوان بدأت جهود الأمم المتحدة بإصدار قرارات لوقف القتال، وبدأت مجموعة الدول الأفروآسيوية والدول الاشتراكية تعلم تقديم المقترحات إلى الأمم المتحدة، وفرض العقوبات عليها. إسرائيل إذا رفضت الانسحاب غير المشروط من سيناء، إلا أن أمريكا عارضت هذا الاقتراح وحاولت إقناع عبد الناصر بالموافقة على وضع قوات دولية في غزة ومضيق تيران، ولكن وحاول ناصر المناورة في الأمر، لكن بن غوريون رفض الانسحاب، وأخر خروج جيشه إلى حدود إسرائيل. معترف بها من قبل الأمم المتحدة، إلى أن أصدر الرئيس الأمريكي تحذيرا لإسرائيل في 20 فبراير/شباط 1957، قال فيه: “أطالب إسرائيل بالانسحاب، كما أنني أعارض فرض أي شروط للانسحاب، لأنه إذا استخدمت القوة وإذا سمح باستخدامها لفرض أي شروط، فإن ذلك من شأنه أن يقوض أسس قيام المؤسسة العالمية”. ثم في 28 من الشهر نفسه، تفاوضت إسرائيل ووافقت على الانسحاب مقابل منحها حق عبور الممرات الملاحية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top