اكتشاف حطام سفينة تاريخية من القرن الثامن عشر على سواحل بحر قزوين

تم اكتشاف حطام سفينة تاريخية يبلغ طولها حوالي 90 قدماً، بعد ظهورها تحت الكثبان الرملية، على الساحل الجنوبي لبحر قزوين في محافظة مازندران الإيرانية، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، بحسب ما نشره ” مجلة “نيوزويك”.

يعد بحر قزوين أكبر مسطح مائي داخلي في العالم، ويقع في منطقة شبه قاحلة تشمل جنوب روسيا وكازاخستان وتركمانستان وإيران وأذربيجان.

تشهد مياه بحر قزوين، الذي يشار إليه أحيانا بأكبر بحيرة في العالم، تغيرات كبيرة مع مرور الوقت حيث أنها تقلبات مرتبطة بالتغير المناخي في المنطقة.

أدت هذه الارتفاعات والانخفاضات الدورية في مستوى سطح البحر إلى تغيير كبير في معالم الشاطئ على ساحل بحر قزوين في إيران، وعلى مدى العقدين الماضيين أدت هذه التقلبات إلى اكتشاف العديد من البقايا الثقافية وحطام السفن التاريخية على طول هذا الساحل.

ظهرت بقايا سفينة خشبية تحت الكثبان الرملية شمال مدينة زاجيمرز الإيرانية. وقد تم التنقيب عنها على مدى موسمين من قبل فريق من علماء الآثار من علم الآثار البحرية.

وكتب الباحثون في الدراسة: “ظهورها بالقرب من الساحل في موقع ساحلي غير متوقع كان بسبب حركة الأمواج بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تآكل جزء من الرمال التي كانت تغطي السفينة المغمورة”.

وقبل الحفر، توقع الباحثون أن إزالة الرمال المحيطة بالسفينة سيعرضها لأمواج المحيط العنيفة. وكإجراء احترازي، تم بناء جدار وقائي موازٍ لهيكل السفينة مزود بآلاف من أكياس الرمل بوزن 50 كجم.

تم التعرف في النهاية على حطام السفينة على أنه على الأرجح سفينة ذات ثلاثة صواري ومزدوجة الهيكل، مدفونة منذ فترة طويلة تحت الكثبان الرملية التي يبلغ ارتفاعها حوالي 10 أقدام.

وعلى الرغم من التدهور الذي حدث بسبب مرور الزمن والأنشطة البشرية، فقد مكنت التحقيقات من تحديد نوع السفينة وأبعادها وطريقة بنائها والتاريخ المحتمل لبنائها وبقايا حمولتها.

وبعد أن قام الفريق بإزالة الرمال من السفينة، أمكن تحديد الأبعاد والشكل العام للسفينة، التي وصل طولها إلى 92 قدمًا وعرضها 26 قدمًا.

وكان الباحثون يأملون في الكشف عن البضائع والمواد التي قد تسلط الضوء على الوظيفة المقصودة للسفينة، لكن الشحنة أسفرت عن نتائج “مخيبة للآمال”، حيث كانت شبه فارغة، بحسب الباحثين. لذا فإن الغرض من السفينة يظل غامضًا إلى حد ما.

كانت العناصر الوحيدة التي تم العثور عليها هي عظام الحيوانات والبقايا الخشبية والحبال وثلاث سلال من المواد النباتية، والتي ربما كانت تشكل جزءًا من مخازن السفينة ومؤنها.

وأجرى الفريق أعمال تأريخ على عينات خشبية وبقايا أخرى للسفينة، تشير، بالإضافة إلى السجلات التاريخية المتاحة، إلى أنها بنيت بين أواخر القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر، وقد تقطعت بها السبل على الشاطئ، مما أدى إلى غرقها هجرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top