الإخوان والعنف السياسي.. سجل الجماعة فى الاغتيالات لا يقتصر على حادث المنشية

ومنذ نشأة جماعة الإخوان الإرهابية، اتبع التنظيم سلسلة من الاغتيالات، بدأت باغتيال محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر، في ديسمبر 1948، وقبلها اغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق. أحمد ماهر باشا داخل مبنى البرلمان المصري، كما اتهموا بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم عبد الهادي، وتورط جماعة الإخوان في اغتيال المستشار أحمد الخازندار، وكذلك مجهود المرحوم. الزعيم جمال عبد الناصر، الذي يصادف اليوم الذكرى السبعين لمحاولة اغتياله. ما يعرف تاريخيا بحادثة المنشية، وهنا نتوقف عند أبرز تلك الجرائم.

أحمد ماهر باشا

ورغم سعي جماعة الإخوان إلى إنكار هذه الجريمة والزعم بأن القاتل لا ينتمي للتنظيم، إلا أن شهادة تاريخية لأحد المنتمين للجماعة أكدت أن منفذ جريمة اغتيال أحمد ماهر باشا ينتمي للجماعة. إلا أن شهادة القيادي الإخواني التاريخي أحمد حسن الباقوري في كتابه “بقايا ذكريات” أكدت أن العيساوي عضو في جماعة الإخوان، حيث قال في كتابه إن أعضاء اللجنة الخاصة النظام داخل الإخوان لم يكن معروفا إلا لمجموعة صغيرة، وقرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد الإطاحة بحسن البنا في انتخابات الدائرة في الإسماعيلية، وكان العيساوي من أكثر المتحمسين لذلك.

النقراشي

تورط الجماعة في اغتيال محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر، عام 1948. وكان لهذه الحادثة تأثير سلبي على الجماعة، بعد فشل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان في رفض فكرة النقراشي. القاتل. . وبحسب كتاب «أمراء الدم: صناعة الإرهاب من المودودي إلى البغدادي» للكاتب خالد عكاشة، فإن القاتل ينتمي إلى النظام الخاص للجماعة الإرهابية. وكان القاتل متنكرا بزي ضابط شرطة وسلم النقراشي وركبوا المصعد ثم أطلقوا النار عليه في ظهره.

وأوضح الكاتب أن النقراشي باشا كان واثقا من ضبط الأمور وعزل حسن البنا عن الجماعة لدرجة أنه رفض القبض عليه بعد حل الجماعة ومصادرة أمواله لتحقيره، رغم طلب البنا له ذلك. واعتقل مع بقية المعتقلين من المكتب الإعلامي، وكانت النتيجة أن التنظيم الشيطاني قتله في 28 ديسمبر 1948، أي قل عشرين يومًا فقط بعد قرار الحل.

ابراهيم عبد الهادي

ويكشف المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه “في أعقاب الثورة المصرية – ثورة 1919” حيث أكد أن مجموعة من شباب الإخوان المسلمين استأجروا على وجه التحديد منزلا في مصر القديمة يقع على الطريق من القاهرة. إلى حلوان، حيث كان رئيس وزراء مصر آنذاك يمر يوميًا في طريقه من المعادي إلى مقر مجلس الوزراء ذهابًا وإيابًا.
ويتحدث عبد الرحمن الرافعي عن تفاصيل الحادثة في كتابه فيقول: “سكن الشباب في المنزل المستأجر عدة أيام، يراقبون الوضع ويتابعون تحركات رئيس الوزراء، حتى وجدوا التاريخ مقرر. لتنفيذ عمليتهم الإرهابية بقتله يوم 5 مايو، ولكن في اليوم المحدد لتنفيذ عملية الاغتيال شاهد شباب المجموعة تمر سيارة رئيس الوزراء، ومرت سيارة كانوا يظنونها سيارته فقاموا حيث هاجمتها بإلقاء القنابل وإطلاق النار عليها من الرشاش، فقام سائق السيارة بالإسراع بها وتفادي الرصاص”.

احمد الخندر

ومن الوقائع أيضا تورط البرودبوند في جريمة قتل المستشار أحمد الخزندار، تلك العملية الإرهابية التي تورطت فيها البرودبوند بعد الحكم الذي أصدره الخزندار ضد عدد من شباب التنظيم ليأمر التنظيم بإصداره . لتنفيذ عملية الاغتيال.

بداية القصة كانت عندما حقق الخازندار في قضية أحد الشباب الإخوانيين الذين هاجموا الجنود البريطانيين في الإسكندرية في 22 نوفمبر 1947. وحكم عليهما بالأشغال الشاقة المؤبدة، ورد حسن البنا مؤسس الجماعة على تلك الأحكام وقال: “الله يحمينا من الخزندار وأمثاله”.

جمال عبد الناصر

جرت محاولة لاغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثناء إلقائه خطابه الشهير في ميدان المنشية. وأكدت التحقيقات حينها أن محاولة اغتيال عبد الناصر لم تكن سوى جزء لا يتجزأ من خطة متقنة أعدتها الجماعة الإرهابية. وقتل أعضاء مجلس قيادة الثورة ونحو 160 ضابطاً في الجيش. كما شملت الاتهامات الموجهة للجماعة التخطيط للاستيلاء على السلطة، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات لاستخدامها من قبل الأجهزة السرية. والأسلحة التي ذكرها المرشد في المحاكمة كانت مملوكة للضباط الأحرار، وأن الإخوان احتفظوا بها لهم أثناء حريق القاهرة في يناير/كانون الثاني 1952.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top