مثقفون وإعلاميون: اللغة العربية تراجعت في النظام التعليمي والعامية تواجه خطر الاندثار

عقد مركز الحبتور للأبحاث جلسة حوارية بعنوان “عرب بلا عربية” شارك فيها الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، د. نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، وأدار الجلسة د. محمد بستكي رئيس جامعة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة الاحتفال بمرور عام على تأسيس المركز.

وقال الصحافي كرم جبر، إن هناك مشكلة كبيرة في التعليم، وهي تفاخر الآباء بأن أطفالهم لا يتعلمون اللغة العربية، الأمر الذي يهدد الهوية الوطنية، وكيف أن هؤلاء الأطفال عندما يكبرون يستطيعون ارتداء الزي العسكري وحمل السلاح. مواجهة العدو إذا لزم الأمر، وثاني هذه القضايا هو الغزو الثقافي، مثل المنصات التي تحتضن المثلية الجنسية والعنف، ونجد الآن أعمالاً فنية تنشر هذه الأفكار، وهذا كان سبب ما يسمى بالربيع العربي .

الإعلام الفكري والمهني: تراجع اللغة العربية في جهاز التعليم

وأضاف جبر أن الذكاء الاصطناعي أيضاً موضوع مهم لأن القادم خطير جداً، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت خطيرة جداً لأننا وجدنا ملايين الصفحات التي تستخدم لغة مخالفة للقيم المجتمعية، وهي المبادرات التي تعمل على الحفاظ عليها. اللغة العربية، مشيراً إلى أن الوعي والثقافة هما الحل لمواجهة التحديات.

بدوره د. وقالت نيفين مسعد، إن الخطر الذي يواجه اللغة العربية لا يكمن في اللهجة الفصحى، بل إن اللهجات العامية تواجه أيضًا خطر الانقراض، لافتة إلى أن المشكلة الأولى التي تواجه اللغة العربية في الوجه، هي عدم الإرادة، موضحة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلق استراتيجية للحفاظ على اللغة، وهي تظهر الإرادة السياسية.
وأضاف مسعد أننا نفقد فائدة العمل المشترك بسبب غياب التحدث باللغة العربية الفصحى، فهي الأكثر فهماً بين جميع المتحدثين باللغة العربية، وبسبب التدخلات الأجنبية في المنطقة، مثل التدخل الإيراني، أصبح هناك خلل كبير يسبب عدم استقرار سياسي، وأكدت أن المثير للسخرية هو أنه حتى الكتاب والمؤلفون بدأوا يرتكبون أخطاء في كتابة الكتب الأدبية التي من المفترض أن تكون مكتوبة بلغة صحيحة تماما.

بينما قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم إنه طوال التاريخ العربي كان هناك خوف من اللغة العربية، خاصة بعد عصر الفتوحات الإسلامية، لدرجة أن العلامة ابن خلدون قال في مقدمته إن اللغة العربية الصرفة اختفت تماما وقد اختفت ولا يوجد إلا في قريش في إشارة إلى قيام الدولة الصهيونية. تأسست في البداية كنوع من الانفتاح، ثم خرجت المطالبات بإقامة الدولة العبرية، وكان أول ظهور لهذه الدولة هو إحياء اللغة العبرية. .

وأشار النمنم إلى أن اللغة العربية داخل الجامعات العربية تراجعت إلى درجة تمييز الطالب الخريج الذي يمتلك لغات أجنبية، لافتا إلى أنه يجب أن نكون أقوياء سياسيا وثقافيا واقتصاديا حتى يصبح الدفاع عن اللغة العربية قويا كما حدث في الجامعة. زمن الحروب الصليبية، مثلنا تمامًا، نحتاج إلى الحرية الاجتماعية لأننا لم نعد قادرين على التعبير عن مشاعرنا باللغة العربية. حتى عندما يقع الشاب في الحب، يقول إن لديه “مشاعر”. وليس الحب، لأنه يخشى التعبير عن مشاعره، موضحا أنه من الضروري فهم اللغة. فمثلاً كلمة «حكم» تعني الحكم بين المتنازعين، وليس كما صورها أبو الأعلى المودودي ومن بعده سيد قطب، أي الحكم الإسلامي، وهو ما يفسر تراجع دور علماء اللغة العربية.

جاء ذلك خلال الاحتفال بمرور عام على تأسيس مركز الحبتور للأبحاث ومبادرة الحبتور للحفاظ على اللغة العربية، والذي أقيم بحضور عدد من الشخصيات العامة بينهم د. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والصحفي أحمد المسلماني، والكاتب الصحفي محمد شاعر، والصحفي وائل لطفي.

دكتور. وقال مصطفى الفقي إن الأموال تستثمر في الأمور الثقافية وتخدم اللغة العربية، مشيداً بالمبادرة لأنها تعبر عن هويتنا، ويرى الخبراء أن اللغة هي العمود الفقري للأمة، وهي المعايير التي يعتمد عليها الكثيرون لحسن الحظ لغتنا غنية ويمكنها مواكبة العصر.
وقال رجل الأعمال خلف الحبتور: «مصر مصدر للمعرفة، وهناك علماء شباب، ولهذا اخترت إطلاق مركز الحبتور من مصر»، مشدداً على أن هم المركز الأساسي هو الحفاظ على اللغة العربية، و ونأمل أن ينمو هذا المركز ويصبح ذا تأثير عالمي.

وأضاف الحبتور أنه رأى أن اللغة الإنجليزية هي المهيمنة لأنها لغة الشركات والمؤسسات الكبرى في العالم، الأمر الذي أثر على اللغة العربية لدرجة أننا كعرب بدأنا في إهمالها بل وبدأنا في استخدامها. اللغة الإنجليزية هي لغتنا المشتركة في البيت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن بحاجة إلى استعادة الاهتمام باللغة العربية لأنها لغة القرآن.

وتابع رجل الأعمال خلف الحبتور: «يعاني العالم الآن من حروب وأزمات اقتصادية كبيرة، لذا لا بد من دراسة المخاطر، ويمكن لمركز الأبحاث أن يصدر رؤى ودراسات لمواجهة تلك المخاطر، وأعتقد أننا قادرون على ذلك». وأشار إلى أنه نشر بحثاً في مركز أبحاث صغير في أبوظبي حول هذا الموضوع، ومن هنا ظهرت أهمية العلم بالنسبة له.

بينما قالت عزة هاشم، مديرة الأبحاث في مركز الحبتور، إن المركز قرر الاهتمام بالمخاطر التي تواجه اللغة العربية لتكون محور البحث للعام المقبل، وهنا لا نتعامل مع مسألة اللغة العربية كمسألة فكرية فقط، بل هي مسألة أمن قومي، ومن هنا طرحنا السؤال: هل يمكن أن يكون هناك عرب بدون العربية زوال العربية؟ أمة.

وأضاف هاشم أن البعض لا يتصور اختفاء اللغة العربية، ونحن في مركز الحبتور ندق ناقوس الخطر لأن هناك تصورا بأن اللغة العربية لا تواجه إلا تراجعا، لكن ما يحدث هو “غزو ثقافي”، وهو ما يمكن أن يتسبب في تفتيت المجتمعات العربية واختفاء هوايتنا وتآكل نفوذنا وسيطرة القوى الأجنبية على العالم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top