اليوم هو الذكرى الـ 223 للحملة الفرنسية على مصر بقيادة الجنرال جاك فرانسوا مينو. لإنشاء قاعدة في مصر تكون جوهر الإمبراطورية الفرنسية في الشرق.
وبحسب كتاب “مصر في بداية القرن التاسع عشر 1801 – 1811 م (الجزء الأول)” للكاتب محمد فؤاد شكري، فإن الفوضى السياسية انتشرت بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر، وسرعان ما هيأ ذلك الفرصة للمصريين. صعود قوة جديدة في هذا الميدان المضطرب في شخص محمد علي ولم يهتم بها باشوات العثمانيون حتى طرد محمد خسرو من الدولة، ووفاته الأخيرة تم الوفاء به (طاهر. باشا)، واضطر ثالث إلى مواصلة طريقه إلى منصبه الأصلي في الحجاز (أحمد باشا)، وظل العملاء الإنجليز والفرنسيون يجهلون ذلك حتى جاء والي ثان (علي باشا الجزا). قُتل إيرلي وتم طرد البايات من القاهرة، وبدأ البرديسي في ملاحقة الألفي وتزايدت فتنة المماليك على أنفسهم. ثم عزل واليا آخر (أحمد خورشيد باشا) من منصبه، وعين محمد علي واليا على القاهرة.
جاء محمد علي إلى مصر مع العصابة المتجمعة من “قولة” في روملي ومقدونيا موطنه الأصلي، وجاء مع النقيب حسين باشا سنة 1801 لطرد الفرنسيين، وأدى ذلك إلى عودة رأس هذه العصابة، علي آغا ابن والي قولة أو “الجوربجي” إلى بلاده بعد وصوله إلى “أبو قير”، تولى محمد علي قيادة فرقته وإلى فرقته وشاركت القوات وانضمت إلى البريطانيين في العمليات العسكرية ضد الفرنسيين في تلك الحملة. واختار النقيب باشا مهاجمة قلعة الرحمانية، لكن الفرنسيين بقيادة الجنرال لاغرانج أخلوها ليلة 10 مايو 1801، قبل أن يهاجموها، ليستولي عليها محمد علي دون أن يدخل في المعركة، و انضم أحد أصدقاء محمد علي إلى النقيب باشا، ووضعه الأخير في خدمة محمد خسرو باشا، أول والي الباشوات العثمانيين في مصر بعد رحيل الفرنسيين.
ثم حدث بعد مؤامرة النقيب باشا التي قضى فيها على عدد كبير من بكوات المماليك في أبو قير في أكتوبر 1802، أن تمت ترقية “محمد علي” إلى رتبة قائد أو تم طرد جيشه في نهاية عام 1801، وهكذا لم يمر عام واحد على قدومه إلى مصر حتى محمد علي وزميله طاهر باشا القائدان الرئيسيان لجنود الأرنو (الألبان) عماد الدولة. وأصبحت القوة العثمانية في مصر.