علاقة رفاعة الطهطاوى بالسلطة.. مدح محمد على وسعيد باشا وعباس أبعده

لا شك أن العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة لها ظروف كثيرة. وهي علاقة يحكمها الكثير من الشك والشك والخوف، وتزداد سيطرته على نفسه، وتنتهي استعداداته لحالات الضعف والتملق، خاصة أن السلطات تريد تبرير خطابه وتوجهه. يمكن أن تكون علاقة جدلية مبنية على التحدي والنقد، أو يتكيف مع واقع النظام، فيتحول إلى ناطق سياسي يدافع عما يراه. المتطابقة في سياسات النظام.

ولعل الشيخ رفاعة الطهطاوي، أحد كبار رجال النهضة المصرية ورائد التنوير في العصر الحديث، والذي يوافق اليوم عيد ميلاده الـ 223، هو من القلائل الذين كانوا نموذجا للمثقف الذي استطاع أن وتكيف مع واقع السلطة السياسية بما يناسب تفكيره ومعرفته، ولم يتحول إلى ناطق سياسي يدافع عن النظام. كانت هذه أخطائه، كما أنها كلفته الكثير في حياته.

ويوضح المؤلف جمال الدين الشيال في كتابه “رفاعة الطهطاوي.. قائد النهضة الفكرية في عصر محمد علي” أن الشيخ رفاعة الطهطاوي بعد عودته إلى مصر ونوه بالجهود الجبارة التي بذلها محمد علي الكبير لنهضة مصر ونهضتها حربا وثقافة واقتصادا، وأعجب بحبه لهذا البطل للخير والإصلاح. وكتبت قصائد كثيرة في مدحه وفضيلته، ولعل عصر الباشا هو أكثر عصور الطهطاوي ازدهارا بسبب الدعم الذي تلقاه لتحقيق جميع أهدافه. أفكاره ومشاريعه.

ولكن بعد أن تولى الوالي عباس السلطة من محمد علي باشا، أراد إعادة تشكيل رجال القصر والمقربين من الحاكم، فأقال رفاعة الطهطاوي الذي كان مقربًا من محمد علي باشا، وعينه جلبًا تقرب من علي باشا مبارك، وعينه رئيسًا لمدرسة المهندس خانا وأشرف على الشئون التعليمية، حتى تولى سعيد باشا الحكم فأعاد الطهطاوي وقربه منه. أحضر وأرسل عليا. ليكون مبارك أحد قادة الحملة المصرية على شبه جزيرة القرم، وهنا بدأ رفاعة يتحرك لنفسه. خطط وآمال كبيرة من جديد، وقام بتأليف العديد من القصائد في مدح سعيد باشا والثناء على صفاته وعصره، لكن الوالي سعيد سرعان ما أصدر أمره في 10 ربيع الأول سنة 1271 هـ إلى الديوان بإلغاء المدارس و تسوية حساباتها.

أصبح رفاعة الطهطاوي قريبًا من محمد علي باشا ومن بعده سعيد باشا، ولم يساعده الحصول على الألقاب المدنية آنذاك والتحرك في السلم الاجتماعي كما حدث مع علي باشا مبارك، نشيط دائمًا، واسع المعرفة، شديد الذكاء، شديد الذكاء. منتج، لكنه لم يُمنح خلال حياته لقب “باشا” ولم يصل إلى رتبة “مشرف”. وهذا يبدو غريبا، وبرره المؤرخ عبد الرحمن الرافعي بقوله إن رفاعة الطهطاوي، رغم مدحه للحكام، كان مقتنعا بالمشاريع التي قدموها والتي تخدم النهضة الفكرية، مع رفاعة ‘أ العاطفة والفخر والفروسية. وقال: “كل هذا لا يمكن تفسيره بالكفاءة والجدارة، فقد كانت كفاءة رفاعة بك لا مثيل لها، وجدارته معترف بها من قبل الجميع، ليبقى في “نظارة قلم الترجمة” ولم يصل إلى المرتبة”. من الوزير، وهي النهاية التي إليها أولئك الذين يحملون. يطمحون إلى مناصب حكومية، فلا مفر من أن يكون ذلك بسبب الكرم والعجرفة التي اتسم بها الرفاعة، لأن هذه الصفات، وإن كانت من أعلى الفضائل، ليست جذابة للقادة والحكام، ولا تحمل الكثير منها بين أصحابها، ولا يميلون إلى منحها. مناصب عليا لهم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top