منذ حوالي عشرين عاماً، نشر الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف ديوانه الشعري بعنوان “آخر شيوعي يدخل الجنة”، لكن الواقع يبدو بعيداً عن الشعر، وأن قصيدة الشاعر العراقي الراحل كانت حالمة جداً، لأن الواقع يقول إنه هو الشيوعي الأخير، وهنا الإشارة إلى الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، فهو لا يسلم من انتقادات شعبه، والرجل له جحيم التاريخ من أوسع أبوابه دخلت بعد أن شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي. ثم اتحاد الجمهوريات السوفييتية، ليشهد الرجل مرتين انهيار الدولة الشيوعية الكبرى.
- اختفاء لوحة "عاش هنا" من أمام منزل عملاق الكوميديا إسماعيل يس.. فيديو
- هجرة النبى محمد إلى المدينة بالتقويم الميلادى.. كيف استقبله الأنصار؟
اليوم هو الذكرى 34 لميلاد الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف (من مواليد 2 مارس 1931 – 30 أغسطس 2022)؛ وكانت جائزة نوبل للسلام هي المرة الأولى وربما الأخيرة التي تُمنح فيها أرقى جائزة عالمية في مجال نشر السلام العالمي لزعيم شيوعي. توترات الحرب منذ وصوله إلى السلطة عام 1985، حيث وعد بتركيز جهود جورباتشوف وأمواله على خططه الإصلاحية الداخلية من خلال بذل جهود غير عادية للتوصل إلى تفاهمات في السياسة الخارجية مع العالم غير الشيوعي.
ميخائيل جورباتشوف، أحد أكثر الشخصيات السوفيتية إثارة للجدل. وبالفعل أصبح الرجل الأكثر تعرضاً للهجوم في روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، خاصة أنه شهد انهيار الاتحاد السوفييتي. يحمل لقب الرئيس الأول والأخير لجمهوريات الاتحاد السوفيتي، ورغم أن الرجل غاب عن الساحة السياسية لمدة ثلاث سنوات حتى وفاته قبل عامين، إلا أنه لم يسلم لحظة واحدة من السجالات التي أثيرت من حوله.
كان غورباتشوف مكروهاً في روسيا، ومحترماً ومعجباً في الغرب، وربما ساعده ذلك على أن يصبح مكروهاً على نحو متزايد في الداخل، كما كان محبوباً من زعماء العالم في “الغرب” باعتباره الرجل الذي فكك الاتحاد السوفييتي سلمياً، رغم أنه كان محبوباً من قبل زعماء العالم في “الغرب”. حاول إنقاذ شخصيته الفيدرالية.
- وزير الثقافة: يوم الثقافة المصرية سيصبح تقليدا سنويا
- اختفاء لوحة "عاش هنا" من أمام منزل عملاق الكوميديا إسماعيل يس.. فيديو
الرجل الذي جلب “البؤس والحزن والبؤس”. هكذا رأى العديد من الروس غورباتشوف. لقد ارتكبت القيادة في ذلك الوقت أخطاء جسيمة في تعاملها مع الغرب. ورأت أنها أظهرت “سذاجة” في التعامل مع الوعود الغربية، كما رأى الرئيس الروسي بوتين أن “الزعيم السوفييتي السابق أخطأ بعدم مطالبته بضمانات مكتوبة بأن الناتو لن يتوسع شرقا، وذلك بضم دول تقع تحت نفوذ الدولة السوفييتية”. “. ورأى أن غورباتشوف تعرض لخداع غربي، وأن السذاجة التي تعامل بها الاتحاد السوفييتي مع وعود الغرب اللامعة فتحت الطريق أمام توسع “المحيط الأطلسي” ومحاولات تطويق روسيا عسكريا.
غير أن غورباتشوف رد حينها بأنه لا يزال “فخورا بالتغيير الديمقراطي في ألمانيا الشرقية ودول الكتلة السوفياتية الأخرى؛ لكنه لم يتوقع أن الجدار سيسقط بهذه السرعة”، ونفى الزعيم السوفياتي الاتهامات الموجهة إليه. وتجاهلت المطالبة بـ”اتفاقية مكتوبة” تضمن حماية “المحيط الأطلسي” لاحقاً.
رحل غورباتشوف وهو معتز بمواقفه، واتفق الجميع على الاختلاف عليه، ولكن الجميع اختلفوا عليه، فهو كان السبب في نهاية الحرب الباردة، لكن شعبه لم يكن لحظة النسيان. الانهيار الكبير، وسقوط الدولة الشيوعية العظيمة “الاتحاد السوفييتي”، ويسير التاريخ في فوضى أمام آخر شيوعي في أعظم دولة شيوعية في التاريخ.