في مثل هذا اليوم قبل 36 عاما، حصل الكاتب العربي والمصري الأول – والوحيد – على جائزة نوبل للآداب، التي تعتبر أهم وأعرق الجوائز العالمية، وذلك في 13 أكتوبر 1988 عندما حصل عليها الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ. جائزة نوبل للآداب وفي ضوء ذلك نقدم أول جائزة نوبل يفوز بها كاتب، بحسب ما أسماه الكاتب الكبير رجاء نقاش في كتابه صفحات من مذكرات نجيب محفوظ.
يقول رجاء النقاش في كتابه على لسان نجيب محفوظ: أول جائزة أدبية حصلت عليها في حياتي كانت جائزة “قوت القلوب الدمرداشية” عن رواية هذه المرأة أحبت الأدب، وأقامت مسابقة في فن الرواية عام 1940. وكانت جائزتها أربعون جنيها مصريا، وكانت لجنة تحكيم المسابقة مكونة من بعض أعضاء مجمع اللغة العربية، وأذكر ومنهم: طه حسين، وأحمد أمين، وفردي أبو حديد. تقدم للمسابقة عدد كبير من الكتاب الشباب، وفزت بالجائزة. الأولى مناصفة مع علي أحمد باكثير عن روايته “سلامة”، بينما فزت أنا عن روايتي “رادوبيس”، وحصلت على نصف الجائزة الأولى التي كانت عشرين جنيها مصريا في ذلك الوقت – لو تعلمون – كانت كبيرة والآن اقتربت من “أعراض الثروة”. وربما كان جميع سكان العباسية على علم بالأمر.
ولم يكن مبلغ العشرين جنيهاً هو المهم. والأهم من ذلك هو أن الجائزة قطعت شوطا طويلا في رفع معنوياتي. في تلك الفترة فشلت أثناء محاولتي نشر رواياتي في الصحف، فكنت أكتب دائمًا وأضع ما كتبته في الدرج في انتظار التنوير، وبعد جائزة “قوت القلوب” تحليت بالشجاعة وتقدمت إلى مجمع اللغة العربية. المنافسة مع روايتي “صراع الخير”. ونجحت هنا -أيضًا- وكنت من بين الفائزين الخمسة بالجوائز، وهم: عادل كامل، وأحمد باكثير، ويوسف جوهر، وأنا، وشخص خامس لا أذكره، وكانت هذه الجائزة سببًا للقاء لي والتعرف على هذه المجموعة من الأصدقاء. وكانت هذه الجوائز علامة خير، لأنه بناءً عليها قرر عبد الحميد جودة السحار إنشاء “لجنة النشر لطلبة الجامعة”. وأمامه مجموعة من الكتاب الشباب الموهوبين بشهادة كبار الأساتذة أعضاء لجنة التحكيم، والذي يستطيع نشر أعمالهم الفائزة وضمان توزيعها، خاصة أن الجوائز الأدبية في ذلك الوقت كانت تتمتع بالاحترام والثقة في جديتها. وكلّفني السحار بالاتصال بالفائزين والتفاوض معهم لنشر أعمالهم عن طريق «لجنة النشر بالجامعة»، فوافقوا، وكان ذلك عام 1943.