اتكلم عربى .. ما قاله طه حسين عن اللغة العربية

دافع العديد من المؤلفين والأدباء والمفكرين عن اللغة العربية ضد هجمات التغريب والخلافة، وكان منهم عميد الأدب العربي طه حسين. وقد دحض في كتبه استخدام اللهجات الأخرى وأصر على نسخة فصيحة من اللغة وهنا نتذكر ما قاله طه حسين عن اللغة العربية في كتابه عن الشعر الجاهلي.

قال طه حسين في الكتاب: اللغة العربية لغة مقدسة لأنها لغة القرآن الكريم والدين. ولأنها مقدسة، فإنها لا تخضع للبحث العلمي الصحيح، الذي قد يتطلب على أقل تقدير النقد والإنكار والإنكار والشك. أما طه حسين فهو يريد أن يكون تدريس اللغة العربية وآدابها مثل العلوم التي كانت تتمتع بالحرية من قبل. وتقتصر دراسة الأدب العربي اليوم على مدح أهل السنة والذم على المعتزلة والشيعة والخوارج والكفار. وليس لها أي معنى أو فائدة أو غرض علمي فيما يتعلق بأدب اللغة العربية. الأدب العربي شيء والتبشير بالإسلام شيء آخر. فلو أمرت السلطة السياسية مثلا الكتاب والمؤرخين بقصر كتاباتهم ودراساتهم على دعم السلطة السياسية، أفلا يفضل كل الكتاب -إذا كانوا يستحقون هذا الاسم- أن يبيعوا الفول والكراث على أن يكونوا أدوات في الأيدي؟ من أن يكونوا سياسيين، ويفسد معهم العلم والأخلاق؟

وجاء في الكتاب: الأدب العربي يجب أن يعتمد في دراسته على إتقان اللغات السامية وآدابها. وإتقان اللغتين اليونانية واللاتينية وآدابهما. بالإضافة إلى فهم التوراة والإنجيل والقرآن، كيف يمكننا أن ندرس الأدب العربي إذا لم ندرس كل هذه المواد؟ هل نعتقد أن أحداً من شيوخ الأدب في مصر قرأ إلياذة هوميروس والإنيادة لفرجيل؟ وكان الجاحظ كاتباً لأنه كان مثقفاً قبل أن يكون لغوياً أو بلاغياً أو كاتباً. وأتقن الفلسفة والعلوم اليونانية، وسياسة الفرس، وحكمة الهنود. وكان على علم بتاريخ البلدان وتقويمها. ولو عاش الجاحظ في هذا العصر لحاول أن يتقن الفلسفة الألمانية والفرنسية. وهذا بالضبط ما يفعله اليوم أستاذ الأدب الإنجليزي أو الفرنسي. ويكفي أن ننظر إلى أدب أبي العلاء المعري لنرى أننا بحاجة إلى كل علوم الدين الإسلامي. وإلى المسيحية واليهودية وطوائف الأديان الهندية لفهم شعر أبي العلاء. ولا يمكن للأدب أن يؤتي ثماره إلا إذا اعتمد على العلوم التي تساعده وعلى الثقافة التي تثريه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top