صدر العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف محمد عبد الحافظ ناصيف نائب رئيس الهيئة ويرأس تحرير المجلة الصحفي طارق الطاهر، ويتضمن شهادات 13 كاتباً فلسطينياً عن عام الإبادة الجماعية.
وتضمنت هذه الطبعة ملفاً بعنوان “عام من الإبادة الجماعية في غزة”… أعده وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق عاطف أبو سيف، والذي كتب مقدمة هذا الملف بعنوان “عام من الإبادة الجماعية في غزة… شهادات حية من “قلب المحرقة”، والذي تضمن: “هذه النصوص من قلب الإبادة الجماعية في غزة، يكتب فيها مؤلفوها ما يعيشونه وما يمرون به في حياتنا كما هو الحال هناك في ذلك الجزء من العالم في أي يوم بعد يوم تعرضه للتدمير المنهجي “يبدو أنه أكثر عجزًا عن فعل أي شيء لوقف الإبادة الجماعية”.
- مقتنيات المتحف المصري.. شاهد قلائد توت عنخ آمون
- 4 ممثلين يفوزون بجائزة أفضل ممثل من تصويت الجمهور بمهرجان كلباء المسرحى
- قصور الثقافة تصدر رواية "بثينة" لـ تيسير النجار
كما كتب في هذا العدد ثلاثة عشر كاتباً فلسطينياً شهادات من ما قبل المحرقة هم: أكرم الصوراني الذي كتب شهادة بعنوان في الطريق من دير البلح إلى مواصي خان يونس – رفح، حيث قال: لا يوجد عيد. في غزة، والناس هنا لا يحتفلون ببعضهم البعض، حتى لو زاروا بعضهم البعض، تقطع المسافات الطويلة وسائل نقل بدائية وعفا عليها الزمن!
- الأغنياء من الكتاب.. مؤلفة هاري بوتر "داخلة على المليار"
- ميلاد يوسف السباعي.. لقطات من حياة فارس الرومانسية وسر تعلقه بالأدب
ماتت فرحة الناس . أحييناها في آخر عيد الفطر، وآخر عيد الأضحى، وآخر رأس السنة، ورمضان الماضي، ونتائج هداي الضائع.. ولسنوات قادمة.. كل ذلك. المهم أن يفتح الناس جراحهم، وملابسهم، وطعامهم، وحياتهم، وصورهم القديمة على الهواتف المحمولة، ويداوون جراح بعضهم البعض. تعزّي بعضهم، وتندب سعادتها، وتنبش ذكرياتها وأشياءها عن آثاره وشهدائه، وتروي آلامه التي تبدأ ولا تنتهي إلا بقصف مفاجئ وهروب قسري يهرب فيه الكلام من الكلام. وفيها يهرب المجتمع إلى الراحة!
وكتبت آية شحتوت شهادة بعنوان “في أحضان الخيمة” قالت فيها: لحظة بلحظة تزداد قسوة هذه الأيام المغطاة برائحة هذه الأصوات، وكأن المحتل ينتقم منا على ظلمنا. الصبر وتحملنا لكل هذا الألم خلال هذه السنوات. ولم يربت أحد على أكتافنا ويقول: اصبروا يا أهل غزة! وما سبب ارتباك المنطق هو السؤال الذي لا يزال يراودني: ما هو الذنب الذي ارتكبناه حتى حلت بنا هذه الكارثة ونقتل بهذه الوحشية؟
لا أجد ما يرضي عقلي أو يبقيني في عالم الأحياء. تدميرهم والتنكيل بأجسادنا وسرقة أعضاء المعتقلين.. لماذا كل هذا الحقد؟ كنت على يقين أنني أمام ملحمة تاريخية لن تصفني إلا كرقم عبر الممر الآمن إلى جنة الخلد.
العشرين سنة من عمري التي انتهت قبل أن تبدأ لا تكفي لاستيعاب كل ما أمامي!
- الأغنياء من الكتاب.. مؤلفة هاري بوتر "داخلة على المليار"
- ميلاد يوسف السباعي.. لقطات من حياة فارس الرومانسية وسر تعلقه بالأدب
أما بسمة الحوار فكانت شهادتها بعنوان “لا بحر لي..!”، قالت فيها: “أنا رايح البحر بحر النصيرات وليس بحر غزة كما أنا”. تستخدم ل. على، وأجده أقل قوة وبلا حياة، وأرى ما ينعكس في نفسي في الطبيعة من حولي، كما سمعنا في تحليل القصائد التي كتبها، أتذكر القوة والقوة التي منحني إياها بحر غزة بعد ساعة وشوية نقعد بالوجه.. أمواج غزة روعة. الأجمل!
- ميلاد يوسف السباعي.. لقطات من حياة فارس الرومانسية وسر تعلقه بالأدب
- قصور الثقافة تصدر رواية "بثينة" لـ تيسير النجار
- 4 ممثلين يفوزون بجائزة أفضل ممثل من تصويت الجمهور بمهرجان كلباء المسرحى
وكتب سلمان الحزين شهادة بعنوان “النجاة من المذبحة” قال فيها: “قبل الحرب بيوم ذهبت إلى مقر جامعة غزة وللفصل الدراسي الثالث في كلية الصحافة والإعلام”. حيث لا يزال لدي هذا الحلم بتحقيق هدف في نافذة الحياة وهو الحصول على شهادة جامعية بعد خمسة وعشرين عاماً للدراسة ولكن للأسف لا يوجد لدينا فصل دراسي في الجامعة، بسبب شبح الحرب الذي عطل كل جوانب الحياة في غزة، فعدت إلى صندوق الذاكرة في اليوم الأول، حيث ركضت، ثم استعدت للخروج إلى مقر التلفزيون الفلسطيني حيث أعمل، كان الجو مليئا بأصوات الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
أما عاطف أبو حمادة فكتب: “قصف.. برد.. موت بطيء”، وما جاء في شهادته: “بعد ثلاثة أشهر من النزوح القبيح، قرر القدر أن يتركنا في محطة النزوح السابعة”. المحطة وهي أرض زراعية لعائلة فاضلة شرفتنا بالعيش في مساحتها والتخلص منها. كانت الليلة الأولى ممطرة وباردة جدًا، “إحدى ليالي الشتاء في الأربعينيات”، وكان المبنى القديم المتصدع يحتوي على غرفة واحدة وحمام. صغيرة، بمطبخ ضيق غائر، “غرفة صغيرة فيها بئر يروي الأرض الزراعية”، بلا ماء ولا كهرباء ولا غاز ولا هواتف، إذ انهارت شبكات الاتصالات الخلوية وتعطلت نتيجة الأمطار. القصف المتكرر.
كما كتب عبد الله تايه “رسالة من الحرب إلى غريب عسقلاني”، وجاء في شهادته: “لا تقل لي أنك قرأت وكتبت عن أدب المقاومة، فالقراءة شيء وما ستراه الآن شيء آخر”. ولا تقل لي أنك كتبت عن مخيم الشاطئ لأن المخيم لم يعد موجودا، حيث قضيت عمرك في تأليف كتاب عنه هل فيه كومة من الحطام و تصبح الدماء ومبانيها وأسبستوسها وأسطحها تقصفها الطائرات العسكرية المجنونة الحرب العالمية الثالثة، لا لقصف معسكر بجدران متهدمة، ستقول: “وين راح الناس؟” وسمك السردين من سكان مخيم الشاطئ يهرب فهل هرب إلى عرض البحر حيث الطراد العسكري على مسافة مرئية من شاطئ البحر؟ وقفت وقصفت أيضًا الأمواج والأسماك والشاطئ والمنازل المليئة بالناس الذين ينظرون إلى البحر؟ لماذا لا يقصف وهو مملوء بالحقد وبكل أنواع الذخيرة التي تأتيه من بلاد بعيدة ومملة؟ يقصف الناس والرمال والشاطئ، الذي كان ملجأ لمن هربوا إليه من الحر في عز الصيف، وملجأ للعشاق والعشاق والعائلات. لقد طاروا جميعا من المخيم، أيها الغريب. إلى أماكن لا يعرفونها؛ كانوا في خيام بنيت على عجل”.
أما عبدالله شرشارة فكتب: “يوم في حياة نازح”. في الصباح، ويستيقظ فور شعوره بالجوع. كائن بدائي. من السادسة صباحاً حتى الثامنة أجلس معه وأقضي وقتي في اللعب معه.
في ذلك الوقت يبدأ الجميع بالتفكير في مياه الشرب، ومياه المنزل والاستحمام، ونعتمد بشكل أساسي على بئر الجيران. أما الكهرباء فتأتي من الخلايا الشمسية التي نستخدمها فقط للإضاءة وشحن الهواتف والوصول إلى الإنترنت”.
وكتبت فاطمة حسونة شهادة بعنوان “أريد أن يكون موتي صاخباً”، قالت فيها: “من يعيش هنا من خلال الموت ومعه، يدرك بجدية معنى أن تترك روحك لتعطي وتنظر إلى العالم كالعالم”. أتفه شيء يمكن أن يحدث لأي شخص، وأن خروج أي من الجثث التي لا تزال تتنفس هنا هو نوع من التعجب والاستغراب، فالفناء هنا يتجول، وسامحوني على فكرة “هنا” كرر وأؤكد، لأني بهذه الطريقة أتحدث عن جغرافية صغيرة يحدث فيها أندر وأغرب وأروع وأفظع ما يمكن أن يحدث، والذي لن يحدث في جغرافية أخرى، وسامحوني على أنانيتي هذه المرة وحرصي على أن أكون مميزاً ومحدداً لما يحدث في مكان واحد أصغر من عين الإبرة مقارنة بكوكب طويل واسع، وأقوى من أقوى شيء مقارنة بكوكب طويل واسع، ولا أريدك مشغولاً هنا مواكبة التكنولوجيا والعلوم الحديثة التي تجعلني وعائلتي وأصدقائي وإخوتي مجرد فئران تجارب. ، في مجال تجارب أكبر وأصغر إذا قارناه بكوكب طويل وواسع.
أما فاطمة السوس فكتبت “العودة إلى مخيم البريج”، وما جاء في شهادتها: “تركنا الخيمة في أطراف رفح وعدنا إلى منطقتنا (المنطقة الوسطى) بعد أن أعلن جيش الاحتلال اعتدائه”. خيمة. استكمال الاجتياح البري لمخيمنا (معسكر البريج) وانسحابه من مركزه مع صيانة آلياته العسكرية. وتتواجد آلياته العسكرية على أطراف المخيم. أحدنا يعرف هل سيجد بيته آمنا أم كومة من الركام.
- مقابر لدفن الفيلة في مصر القديمة.. ما السبب؟
- مكتبة مصر العامة تستقبل أكثر من 20 رحلة مدرسية وجامعية في نوفمبر
- النشوة والإحباط.. ما يفعله المزاج في الحب
كانت لدي رغبة شديدة في تفقد مخيمي الحبيب، والتجول في شوارعه، لأرى ما حل به بعد أن اجتاحته تماسيح الدمار خلال أشهر تهجيرنا القسري منه. كيف لا أكون ابنة هذا المخيم؟ نشأت فيها، وترعرعت في أحيائها، وتعلمت الحروف الأبجدية في مدارسها، وحفظت تفاصيلها كما حفظتني».
- وفاة الشاعر مجدي عطية عن عمر يناهز 48 عامًا
- النشوة والإحباط.. ما يفعله المزاج في الحب
- قصور الثقافة تصدر رواية "بثينة" لـ تيسير النجار
كما كتب محمد نصار شهادة بعنوان “على دروب المجهول” قال فيها: “منذ شهرين ونحن ننتظر نهاية الحرب، وكل يوم نشعر أننا نطارد سراباً، حتى النهاية”. قررت أن أذهب إلى رفح، حيث استأجرنا أنا وابني هناك منزلاً مكوناً من غرفتي نوم، بمبلغ خمسمائة دولار، في هذا الشهر أمضينا شهرين تحت لسعة البرد وطعم الرمال الذي الآن لا نترك طعامنا، ناهيك عن الخوف من الشظايا التي لا يستطيع السقف الحديدي المموج اعتراضها في حال حدوث أي انفجار قريب، حتى أننا قررنا مغادرة المنزل والذهاب إلى مواصي رفح ونصبنا ثلاث خيم هناك وبقينا هناك حتى بعد دخول جيش الاحتلال إلى رفح، نعود إلى مواصي خان يونس.
- مقتنيات المتحف المصري.. شاهد قلائد توت عنخ آمون
- 4 ممثلين يفوزون بجائزة أفضل ممثل من تصويت الجمهور بمهرجان كلباء المسرحى
أما مصطفى النبيه فكتب “مذكرات الحرب: الأحمر الداكن” وكان من شهادته: “للحرب طقوس غريبة تجعلك لا تصدق كل ما يحدث، وكأنك وقعت في حفرة الغربة. كانت حياتي مليئة بالركود والرتابة. بدأت بالنوم، ونمت مباشرة بعد العشاء واستيقظت قبل شروق الشمس. أجلس على باب خيمتي وأتأمل الوجوه الضالة العابسة التي تمر بي، وأستمع إلى أحاديث مملة متكررة تقتصر على سلة من الطعام ومياه الشرب. رأسي ينكسر عندما أستمع لشكاوى الناس.
وكتبت مي تايه “أسود الحياة”، وكان من بين شهادتها: “ربما تكون إسرائيل قد نجحت في إعادة غزة إلى عصر ما قبل الحضارة، لكنها نسيت أن أساس الحضارة هو الإنسان، وأن الإنسان هو بانيها.
- البريطانيون يحتلون القدس عام 1917.. بداية الانتداب على الشام ووعد بلفور
- مقتنيات المتحف المصري.. شاهد قلائد توت عنخ آمون
ما دام الإنسان حياً فإنه سيشق طريقه في الحياة، ولو حفره بأظافره. لقد ضرب الرجل الغزّي أروع الأمثلة على إرادة الحياة، بل وبراعته في الصنعة.
بمجرد أن بدأت الحرب في…