ويبدو أن العنف والتطرف سمة إنسانية موجودة منذ بداية الخليقة. عرف الإنسان الأول جريمة القتل منذ بداية وجوده على كوكب الأرض، وذلك لأنه قتل أخاه هابيل وكانت أول حادثة سفك دماء بين أخ لأخيه منذ هبوط آدم وحواء، حسب المعتقدات الدينية، ومنذ ذلك الحين الوقت لم ينته الفعل، واستمر الإخوة والأخوات في القتال على السلطة أو النساء أو المال.
وتصنف حادثة قاتل ابني آدم (أبو الإنسان) على أنها أقدم حادثة إرهابية وقعت على وجه الأرض بين ابني آدم قابيل وهابيل، وتسجل كتب التاريخ أنها أول حادثة وقعت فيها وهو أول عمل يعتبر إرهابا على وجه الأرض، بمفهومه الواسع، باعتباره أول عمل من أعمال العنف والإرهاب.
- اكتشاف قرابين جنائزية ومقابر قبيلة شيانبى فى كازاخستان.. ماذا تحوى؟
- التنسيق الحضارى ينظم معرض مآذن وأجراس بقصر الأمير طاز.. السبت
قايين وهابيل شخصيتان مذكورتان في العهد القديم. وهم أبناء آدم الأولون وكانت حواء عاملة في الأرض، بينما قرر هابيل ذات يوم أن يعبد الله. يقول الكتاب: وبعد أيام قليلة قدم قايين بعضًا من ثمار الأرض ذبيحة للرب، كما ضحى هابيل أيضًا ببعض أبكار غنمه وبعض سمانها، لكنه لم يتبع قايين وأتباعه. الذبيحة فغضب قايين جدا وسقط وجهه. ولم يأخذ الرب بذبيحة قايين بعين الاعتبار لأنها كانت على عكس ما طلبه وهو الذبيحة الدموية، أما هابيل ففعل.
هذه الحادثة المذكورة في الكتاب المقدس، المذكورة في القرآن الكريم، هي أول جريمة قتل عرفها الإنسان، وقد تحولت عبر التاريخ الديني والإنساني إلى رمز للخير والشر، وكان قابيل رمزاً للشر والظلم. وكان هابيل يرمز إليه كرمز للخير والإصلاح.
- اكتشاف قرابين جنائزية ومقابر قبيلة شيانبى فى كازاخستان.. ماذا تحوى؟
- هل أخفى ليوناردو دافنشى ترنيمة موسيقية في لوحة "العشاء الأخير"؟
- 175 يورو لكل زيارة.. تشارلز الثالث يفتح أبواب قصوره أمام الجمهور
هكذا شق الإرهاب والسلوك المتطرف طريقه إلى الإنسانية، وتحول الأخ هابيل إلى اتجاه إنساني مستمر، يلجأ إليه البعض دائما بسبب بعض التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهو السبب في اندلاع جميع الحروب على مر العصور، واستمرار المعارك العسكرية في كل أنحاء العالم. .
- بعيدا عن التمثيل.. ما آخر مؤلفات الممثل أرنولد شوارزنيجر؟
- فاروق جويدة: شاركت نزار قباني جمهوره لكنني شاعر مهموم ونزار شاعر مبهج
وبحسب دراسة بعنوان “الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في تكوين ثقافة العنف لدى الشباب في مصر” للباحثة ريها محمد علي مبروك، منشورة في مجلة كلية الآداب جامعة بنها، فإن العنف ليس حالة طوارئ ممتعة وليس حالة طوارئ ممتعة. بقدر ما هو من أعظم مظاهر الوجود الإنساني، فهو يبرز أو يتراجع بناء على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع، وأشار الباحث إلى أن مشكلة العنف لا تكمن في ليست جديدة اليوم، بل هي مشكلة قديمة منذ بدء الخليقة، إلا أن ازدياد وانتشار العنف واستخدام القسوة والمبالغة، فضلا عن ميل العنف إلى اتخاذ أنماط غير عادية تتميز بالتحدي والقسوة واللامبالاة ، أمر مفاجئ.
وأوضح الباحث أن العنف سلوك لا يمكن التنبؤ ببدايته ونهايته، وتتعدد دوافعه، وما ساعد على ذلك هو انتصار ما يسمى (ثقافة العنف) التي يجسدها المجتمع باتجاهات نحو العنف، مثل: على سبيل المثال تمجيد العنف في الروايات ووسائل الإعلام وقبول المعايير الاجتماعية المبنية على أفكار مثل الغاية تبرر الوسيلة، كما أنها تضخم قوانين المنافسة في المعاملات الاقتصادية والاجتماعية بما يخالف القانون الأساسي لصنع البقاء. مما يزيد من العنف، وبالتالي تصبح النتيجة النهائية وجود ثقافات أساسية أو فرعية تمجد العنف. ويعترف بها القانون بينهم وتُبرز قدوتها في المجتمع.