مثقفون وفنانون تشكيليون يشاركون فى الاحتفاء بـ بيرم التونسي بالإسكندرية

يشارك وفد من جمعية “هاس” الثقافية بولاية نابل في الدورة الثانية لمهرجان (الشعر العربي – دورة الشاعر الشعبي بيرم التونسي) الذي سيقام بمدينة الإسكندرية خلال الفترة من من 6 إلى 8 سبتمبر من الشهر الجاري، أقيمت الدورة الأولى للمهرجان في أبريل الماضي بمدينة الحمامات وحققت نجاحا.

ويتكون الوفد التونسي المشارك في دورة الإسكندرية من رئيس جمعية حاس الثقافية الفنانة التشكيلية لمياء بن الشيخ والشاعر التونسي لطفي عبد الواحد والفنانتان التشكيليتان سانية بن عمر ونعيمة الهواري بإشراف محمود بيرم. حفيد الشاعر الكبير بيرم التونسي .

لمياء بن الشيخ

ويتحدث أعضاء الوفد من مثقفين وفنانين تشكيليين عن الفترة التي قضاها بيرم التونسي في تونس، وكيف التقى هناك بالعديد من المثقفين، وكان له تأثير ثقافي مميز.

بيرم التونسي، الذي تحل علينا اليوم الذكرى الـ 63 لوفاته، ولد في مثل هذا اليوم 5 يناير سنة 1961 م، الموافق 23 مارس سنة 1893، بحي الأنفوشي بالإسكندرية. عائلته من أصل تونسي، حيث هاجر جده من تونس إلى مصر عام 1833، فالتحق بكتاب الشيخ جاد الله، لكنه كان يكره الدراسة هناك. وبسبب أسلوب الشيخ التحق فيما بعد بالمعهد الديني بمسجد أبي العباس المرسي، لكنه ترك المدرسة وعمره 14 عاما. بسبب وفاة والده .

ورغم عمله بالتجارة، إلا أنه اهتم بالشعر والقراءة، وكانت له مجهودات شعرية، حتى نُشرت قصيدته الأولى بعنوان “المجلس البلدي”، والتي انتقد فيها تعنت المجلس البلدي تجاه المواطنين، حيث قال: ” وأغرق القلب في الحزن والأسى: حب عاشق يدعى المجلس البلدي.

الشاعر لطفي عبد الواحد

وازدادت شهرته بعد تلك القصيدة، ولكونه من الإسكندرية، كانت تربطه علاقة قوية بالفنان الشعبي سيد درويش، وكان كل منهما يتشاور مع الآخر في أمور العمل والحياة.

عمل فترة في جريدة إكسبريس، وبعد أن اكتسب الخبرة الكافية انتقل إلى القاهرة وأصدر صحيفة المسلة. كما قامت السلطات بمصادرتها.

ولعب دورًا مهمًا في ثورة 1919، حيث كتب مقالات حماسية. لتشجيع الأهالي على الخروج عن صمتهم والمطالبة بحقوقهم، إلا أن السلطات كان لها رأي مختلف، إذ أصدر الملك قرارا بنفيه خارج البلاد. وبسبب انتقاداته للأسرة الحاكمة، حتى أن الانتقادات استهدفت الملك فؤاد شخصيا، في قصيدة “البامية الملكية ويقطينة السلطان”، وبعد عامين تقريبا عمل خلالها حمالا في ميناء مرسيليا، احتال الحكومة، تسلل سرا إلى مصر واختبأ لمدة ثلاثة أشهر، حتى تمكنت الحكومة من القبض عليه ونفيه مرة أخرى، وعمل خلال تلك الفترة في إحدى شركات الصناعات الكيماوية، لكنه كان أطلقت بسبب مرضه… ورغم الصعوبات التي مر بها؛ وبسبب ظروف حياته لم يتوقف عن كتابة الزجل.

سنية بن عمر

وتمكن أخيراً من دخول مصر مرة أخرى عام 1938، وطلب المساعدة من أحد المقربين من الملك. ليتخذ قرارًا بالعفو عنه، وبالفعل عفا عنه الملك فاروق، ثم عمل في أخبار اليوم، ثم المصري، ثم الجمهورية، كما كتب السيناريو والأغاني لفيلم سلامة، الذي لعبت دور البطولة فيه أم كلثوم.

ولحن بيرم العديد من الأغاني والأشعار والمونولوجات الحزينة، أغلبها نعرفها، منها: “المجلس البلدي أنا في انتظاركم يا أهل الهوى، صحيح، الهوى غالي، حبيبي يسعد أوقاتكم”. غني لي شيئًا فشيئًا، الورد جميل، الحب هكذا، القلب يحب كل ما هو جميل، أحبابنا، يا عين، أتت الليالي، أهلاً أهلاً، بدلت حياة الفلاح، يا . الجمال يا مثال الوطنية يا ستأتي يا ليت يا إخواني لم أغادر لندن أو باريس يا عائلة المغني أفكارنا تؤلمنا.
ورغم إبداعه في كتابة الزجل باللغة العربية الفصحى، إلا أنه برع في كتابة العامية، لدرجة أن عميد الأدب العربي طه حسين قال: “أخشى العربية الفصحى بسبب عامية بيرم”.

نعيمة الهواري

حصل على الجنسية المصرية عام 1960، لكنه توفي بعد عدة أشهر، بعد إصابته بمرض الربو، تاركا وراءه إرثا أدبيا لا يقدر بثمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top