صورة الشيطان فى القرآن.. هل كلمة "إبليس" أجنبية؟

الشيطان هو العدو الأول للإنسان، لأنه لم يغفر لنا أبداً لأنه كان سبباً في خروجه من نعيم الله في شقائه، لذلك يحاول دائماً أن يقود الناس إلى الهلاك ومن الخير إلى الشر… ولهذا السبب الأديان و اهتمت به الحضارات، فماذا كانت صورته في القرآن الكريم؟

يقول فراس السواح في كتابه “القصص القرآنية ومتوازياتها الكتابية..أساطير القدماء”

ويسمى الملاك الساقط الشيطان في القرآن الكريم، وهو من الكلمات الغريبة ويسمى في العبرية التوراتية بصيغة شطآن، وفي كتب الكتاب المقدس غير القانونية بصيغة الشيطان أو. . ساتانا إل، وبالسريانية بصيغة سوتونو، ومنها تأتي الكلمة الإنجليزية الشيطان. كما ورد ذكر الملاك الساقط في القرآن، وهو ما يبدو أنه شكل محرف من الكلمة اليونانية ديابولوس المستخدمة في الأدب المسيحي، والتي جاء منها الاسم الآخر للشيطان. باللغة الإنجليزية الشيطان.

ويستخدم النص القرآني اسم الشيطان في قصته عن سقوط رئيس الملائكة، وهي مبنية على نفس العناصر التي رأيناها في كتب الكتاب المقدس غير القانونية، وفي نصوص الحجادة التي أصبحت جزءا من الأدب التلمودي بعد وسقوط الملك وتحوله إلى عدو للبشرية، يستخدم النص القرآني اسم الشيطان في بقية أخباره عن نشاطات ذلك الملاك الأسود في التاريخ حتى يوم القيامة.

يروي النص قصة السقوط في أحد عشر موضعًا، مع اختلافات طفيفة، وفيما يلي أكثرها تفصيلاً:
(1) ولقد خلقناكم فقلنا للملائكة فسجدوا إلا إبليس ما كان من الساجدين إذ أمرتكم أنا خير لو خلقتني من طين. ” “فاخرج فإنك من الصغار * قال: “انتظرني إلى يوم يبعثون”. صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين * قال اخرجوا مذمومين ومن اتبعوا منهم أنت. لأملأن جهنم منكم أجمعين (7 الأعراف: 11-18).

(2) وإذ قال ربك للملائكة إني خلقت الإنسان من طين من مسحوق مسام. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فأطيعوا له. فسجد * فسجد الملائكة أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الخاسرين * قال يا إبليس مالك لا تكون مع الخاسرين * قال لا أركع إلى رجل خلقته من طين من صلصال فقال: فاخرج منها فإنك ملعون. يوم القيامة * قال: رب فأذرني إلى يوم يبعثون. قال رب بما أضلتني لأزين لهم الأرض وأغويهم أجمعين * إلا عبادك المخلصين منهم * قال هذا علي صراط مستقيم * إن عبادي عليك لا سلطان عليهم إلا على من اتبعك من الضلال * وإن الجحيم لمأوىهم أجمعين (15 الحجر: 28-43).

(3) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال هل أسجد له ما خلقت من طين؟ كرمتني؟” فإن أخرتم إلى يوم القيامة لم يلحق بكم ذريته إلا قليلا. أجرا عظيما * وأغيظ من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك وأرجلك وشاركهم في الأموال. والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا. * إن عبادي ليس لك عليه سلطان وكفى بربك وكيلا (17 الإسراء: 61-65).

(4) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ليخرجنكم من الجنة وأنتم شقاء (20 طه: 116-117).

(5) “وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين” فلما سويته ونفخت فيه من روحي فخررت له فسجد. الملائكة أجمعين * إلا إبليس الذي استكبر وكان من الكافرين * قال: يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي؟ استكبرت أم كنت من المتكبرين؟ لا تزال لعنتي إلى يوم القيامة * قال رب فانتظرني إلى يوم يبعثون . فبقدرتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك المخلصين منهم * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك ومن اتبعك أجمعين (38 صفحة: 71-85).

(6) وإذ قلنا للملائكة: “فسجدوا لآدم، إلا إبليس كان من الجن فعصي أمر ربه”. أولياء من دوني وهم لكم عدو بئيس بدل الظالمين (18 الكهف: 50).

ونلاحظ من البنية اللغوية للأمر الإلهي بالسجود لآدم، ورفض الشيطان الانصياع لهذا الأمر، في النسخ الخمس الأولى من القصة، أن الشيطان كان أحد الملائكة. لأن الاستثناء في قوله: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا، إلا إبليس أبى، وسائر اختلافاته استثناء مستمر غير منقطع. لأن ظاهر الزهد منه دليل على أن الأمر الإلهي شامل له وأنه من الملائكة، لكن الاختلاف السادس يخرج عما تقدم. وهذا يعلمنا أن الشيطان كان من الجن وليس من الملائكة. فإذا كان الأمر كذلك، فإن الأمر الإلهي الموجه إلى الملائكة لا يشمله، كما أن تركه السجود ليس بإثم، لأن الآمر بخلافه. وهذا من اتفاقات القرآن التي لم يتفق عليها المفسرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top