وفي أكتوبر/تشرين الأول 1995، تعرض نجيب محفوظ لطعنة في رقبته على يد شابين قررا قتله، واتهموه بالكفر والانحراف عن الإيمان بسبب روايته المثيرة للجدل “أولاد حارتنا على طبيعة نجيب محفوظ”. ” وعلق على هؤلاء الشباب قائلا: “إنه لا يشمئز ممن حاولوا قتله، ويتمنى لو فعلوا ذلك، إلا أنهم أعدموا”.
- أجندة الثقافة.. استمرار فعاليات مهرجان أسوان ومؤتمر تحديات الأدب في عصر الرقمنة
- اكتشاف رفات 161 شخصًا مع بقايا حيوانات فى مقبرة عمرها 2000 عام بإيطاليا
“أطفال حارتنا” صدر في بيروت عن دار الآداب، ومن هناك يصل إلى القارئ المصري الذي لا يجد صعوبة في الحصول عليه. “أولاد حارتنا” من قائمة أعمال المؤلف حتى يومنا هذا، ولم يعترض محفوظ لأنه لا يريد النضال من أجل نشر الرواية في مصر.
وظلت الرواية متاحة في مصر لكل من يريدها دون أن تسبب أزمات حتى أعلنت لجنة جائزة نوبل في تقريرها أن المؤلف حصل على الجائزة عام 1988 عن أربعة أعمال منها “أطفال حينا كانوا مثل باب .” الجحيم لمحفوظ لدرجة أن الشاب الذي حاول قتله بالسكين في أكتوبر/تشرين الأول 1994 قال: “قالوا له إن هذا الرجل -محفوظ- مرتد عن الإسلام”.
- البطالمة في مصر.. كيف بدأ حكمهم وكيف انتهى؟
- مسرحية تاجر البندقية لشكسبير تدخل السجل الملكي.. ما حكايتها؟
- دار كريستيز تعرض تمثالا لكاهن مصري للبيع.. اعرف ثمنه
ويبدو أن لعنة رواية “Kinders van ons woonbuurt” لن تنتهي عند هذا الحد، إذ أوضح المعترضون في بداية نشرها أن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب لم يحدث لغيره. وليس لأنه كتب “أطفال حارتنا” وأهان بها الإسلام.
وأكد المحامي أشرف العشماوي، القاضي المعين من قبل النيابة العامة آنذاك لبدء التحقيقات في جريمة الاغتيال، أن المتهمين اعترفوا في اعترافاتهم بأنهم فكروا في تنفيذ العملية بإطلاق النار على نجيب محفوظ، وأحد الأماكن وتم تفتيش المكان الذي يتواجد فيه دائماً، وهو مطعم الفول والفلافل، واقتادوه. وقاموا بتفتيش المكان أكثر من مرة، إلا أنهم وجدوا أن المكان ممتلئ بالناس، وإذا تم إطلاق النار عليهم سيتم لفت الأنظار إليهم، وسيعيق العملية وسيهربون أيضاً من المنطقة، لذلك قاموا قررت تغيير طريقة التنفيذ.
والغريب أنهم ذكروا أيضاً في اعترافاتهم أنهم لا يعرفون اسمه ولا شكله، وأن الوصف الذي وصل إليهم هو أنه رجل عجوز يمشي بالعصا، ويرتدي نظارات سميكة، ويمشي ببطء، وكان هناك سماعة خلف أذنه، وتأكدوا أنه الشخص المطلوب.
وتقدم نجيب محفوظ بطلب غريب آخر من المستشار أشرف عشماوي، على حد وصف الأخير. فقال له هل أستطيع أن أهدي هؤلاء المتهمين 3 من رواياتي؟ وهنا يروي العشماوي رد فعله: سكت ولم أتمكن من الرد عليه بالقول إنهم لا يعرفون القراءة، فأعاد سؤالي. أجبتهم بأنهم يجهلون ولا يقرأون، لكن زوجته ذهبت إلى منزله القريب من المستشفى وأحضرت الكتب.