بدأ الكاتب الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ، الذي تحل ذكرى وفاته نهاية الشهر الجاري، أولى خطواته في عالم الأدب بكتابة القصص. نشر ثمانين قصة دون مقابل، وفي عام 1939 ظهرت أولى تجاربه الإبداعية إلى النور. رواية “عبث القدر” وبعدها واصل كتابة الروايات والقصص القصيرة. الفيلم القصير بالإضافة إلى المسرحية ومقالات صحفية وسيناريوهات لبعض الأفلام المصرية.
تعتبر رواية “عبث القدر” الرواية الأولى لنجيب محفوظ. نُشرت في عدة فصول عام 1939 في “المجلة الجديدة” التي كان يرأس تحريرها الأديب الكبير سلامة موسى الذي كان له تأثير كبير على محفوظ. في بداية حياته.
- يمارسون طقوسًا غريبة.. أدباء يكتبون في الحمام وبالمقلوب وبدون ملابس
- اختراعات دافنشي.. آلات موسيقية ضمن ملاحظات مخطوطة ليوناردو الأطلنطى
- يسري عبد الله يكتب: يمكن للأدب أن يلعب دورا مركزيا
كانت الرواية في البداية تسمى “حكمة خوفو”. “مجلة جديدة” عام 1939. وعندما اتجه الحائز على جائزة نوبل إلى الآداب 1988م، تساءل الكاتب مصطفى عبد الرازق وقال: “هل اختلط القدر؟” ورغم ذلك لم يغير نجيب محفوظ اسم روايته الأولى، وبقي كما هو.
ويكشف جابر عصفور في كتابه “نجيب محفوظ – المكانة والقيمة” أن سلامة موسى هو الذي طلب من تلميذه النجيب، الذي بدأت ميوله الرومانسية بالظهور، أن يكتب روايات عن التاريخ الفرعوني.
وبالفعل أكمل محفوظ روايته الأولى عام 1938، ونشرها له سلامة موسى عام 1939. وكان موسى وقتها – بحسب ما كتبه ابنه رؤوف عن علاقة والده بنجيب محفوظ – منشغلا بكتابه “مصر أصل الحضارة”.
وأنجبت له زوجته ولداً أسمته “خوفو”، واقترحت عليه اسم روايته “خوفو”. لأنها تدور حول هذا الفرعون العظيم، لكن سلامة موسى رفض، ورأى أن الاسم لا يناسب عنوان الرواية، فاختار لها عنوان “استغلال القدر” لجاذبيته، ووافق نجيب محفوظ. بالاسم الذي اختاره أستاذه للرواية التي نشرها في إصدارات “المجلة الجديدة”، فهي روايته الأولى التي ظهرت بعد سبع سنوات من نشر كتاب “بقي وحيدا”، تشير إلى المجال الذي ينخرط فيه انجذب محفوظ، الروائي الشاب، ممتلئًا بالشعور الوطني الناشئ في مناخ كارثة خلقته ثورة 1919.