عرف الناس الأدب والقص منذ آلاف السنين، واختلف الناس حول أول نص أدبي موجود، لكن معظم الباحثين خلصوا إلى أن قصة “الأخوين” هي أول رواية كتبت في التاريخ عصر المصريين القدماء، وهي قصة مصرية قديمة ترجع إلى عصر سيتي الثاني مكتوبة على بردية داربيني المحفوظة في المتحف البريطاني.
- إنشاء أول خط تلغراف منذ 166 عاما.. متى استخدمته الصحافة؟
- العثور على رداء مقدس للإسكندر الأكبر في مقبرة مقدونية قديمة
وجاء في كتاب “الأدب المصري القديم” للباحثة كلير لالويت أن قصة الأخوين هي مخطوطة أعطتها اسما آخر وهو “بردية أورويني” في إشارة إلى السيدة جبريل. إليزابيث أزريني التي اشترتها من إيطاليا ثم باعتها للمتحف البريطاني عام 1857م بعد أن اعترف متحف اللوفر بعدم تمكنه من اقتنائها. وبالتالي، وبتأكيد كلير لالويت، تعتبر قصة الأخوين أقدم قصة مصرية معروفة، وذلك بفضل. روجر، الذي قام بالبحث وإنشاء مخطوطته، وقام بتحليل وترجمة جزء منها منذ عام 1852.
- ثقافة العنف ضد المرأة.. محاضرة بالمجلس الأعلى للثقافة
- نجيب محفوظ.. موهبة متفردة فى الرواية العربية
- كاهن يطلى لوحات جدارية عمرها 300 عام بكنيسة فى إسبانيا بالخطأ
تدور القصة حول شقيقين، أنوبيس الأكبر وهو متزوج، والأصغر باتا. عمل الأخوان معًا في الزراعة وتربية الماشية. وفي أحد الأيام، حاولت زوجة أنوبيس إغواء باتا، لكنه رفض، فأخبرت الزوجة زوجها أن شقيقه حاول إغواءها. لذلك، حاول أنوبيس قتل باتا، الذي هرب وتوسل إلى الآلهة لإنقاذه. أنشأت الآلهة بين الأخوين بحيرة مليئة بالتماسيح، عبرها باتا ليكون إلى جانب أخيه. ولإثبات صدقه، قام باتا بقطع أعضائه التناسلية وإلقائها في الماء.
- تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم"
- الانتخابات الأمريكية وتاريخ من الرؤساء.. 46 رئيسًا حكموا الولايات المتحدة
قرر باتا الذهاب إلى وادي الأرز، حيث سيضع قلبه فوق شجرة الأرز، حتى إذا تم قطعها، يمكن لأنوبيس العثور عليها، فيعود باتا إلى الحياة. بعد سماع قرار أخيه، عاد أنوبيس إلى وطنه وقتل زوجته. في هذه الأثناء، قرر باتا أن يعيش حياته في وادي سيدار، وبنى لنفسه منزلًا جديدًا. أشفقت الآلهة على باتا وجعلته زوجة. وبسبب جمالها حاول الفرعون أن يأخذها لنفسه. أخبرته المرأة عن الشجرة التي وضع عليها باتا قلبه، ثم قطعها الفرعون ومات باتا.
سافر أنوبيس إلى وادي الأرز وبحث عن قلب أخيه لأكثر من ثلاث سنوات، حتى وجده في بداية السنة الرابعة. وكما نصحه شقيقه من قبل، وضع أنوبيس القلب في وعاء من الماء البارد، وعاد باتا إلى الحياة. ثم تنكر باتا في هيئة ثور وذهب لرؤية زوجته والفرعون. وعلمت زوجته بوجوده، فطلبت من فرعون أن يأكل من كبد الثور. ذبح الثور وسقطت قطرتان من دم باتا فنبتت منهما شجرتان. أصبح باتا الآن على شكل شجرة، ومرة أخرى طلبت زوجته من الفرعون أن يقطع الشجرة ويستخدمها في صنع الأثاث. ثم دخلت شظية في فم زوجته فحملت بجنين. وفي النهاية أنجبت ولداً أصبح ولياً للعهد. وعندما مات الفرعون، أصبح ولي العهد ملكًا، وقام أنوبيس بتثبيت أخيه الأكبر وليًا للعهد. لتنتهي القصة بنهاية سعيدة، ويجمع الأخوين بسلام.