حياد أمريكا.. الولايات المتحدة أكبر المستفيدين من الحرب العالمية الأولى؟

يصادف اليوم الذكرى الـ110 لإعلان المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا، وإعلان الولايات المتحدة الحياد في الحرب العالمية الأولى، في 4 أغسطس 1914، وهي الحرب التي وُصفت وقت اندلاعها بأنها “الحرب التي ستدمر كل الحروب تنتهي”، والتي يشارك فيها أكثر من واحد وسبعين مليون عسكري، 60 مليون منهم أوروبيون، في واحدة من أكبر الحروب في التاريخ.

وعلى الرغم من تعاطف الولايات المتحدة مع بريطانيا العظمى وفرنسا وحلفائهما، إلا أنها ظلت على الحياد في السنوات الأولى من الحرب، وظلت العلاقات التجارية مع هؤلاء الحلفاء قوية، ولم يؤيد الرأي العام الأمريكي استمرار الحرب على الإطلاق لدخول ألمانيا الجانب، وربما لم يتلق سوى القليل من الدعم. وكان معظم الأميركيين، من أصول ألمانية وإسكندنافية، يفضلون أن تستمر الولايات المتحدة في سياسة الحياد، ولكن عندما اندلعت الحرب، سعى الآلاف من المواطنين الأميركيين إلى الانضمام إلى صفوف الجيش الألماني.

عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة حيادها، إلا أنها كانت المستفيد الأكبر عندما قامت بتصدير الأسلحة إلى الدول المتنازعة. ثم دخلت الحرب بعد أن استهدفت ألمانيا السفن الأمريكية، فخرجت المنتصر الأول وبأقل الخسائر بسبب بعدها الجغرافي عن ساحة المعركة ولأن الدول الأخرى انهارت اقتصاديا وعسكريا بسبب سنوات الحرب.

أعطت الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة مرة أخرى الفرصة للظهور كقوة عالمية كبرى. وعلى الرغم من إعلانها في البداية الحياد تجاه الصراع، إلا أنها اتخذت موقفًا بقطع إمدادات الوقود عن اليابان ومنع الصادرات. من الحديد إليها، مما دفع الأخير إلى مهاجمة الأسطول الأمريكي في الجزر في 2 ديسمبر 1941. وفي الواقع، فإن دخول الولايات المتحدة في الحرب غيّر المعادلة، ونتيجة لذلك حقق الحلفاء انتصارات كبرى. هزمت ألمانيا النازية.

وبحسب الكاتبة فاطمة محمد الحسيني في مقال بعنوان “الولايات المتحدة الأمريكية من الحياد إلى المواجهة”، فإن أمريكا رغم أنها رفضت الدخول في الحرب وفضلت إقراض الدول المتحاربة وتسليحها وتجهيزها منها عسكرياً، تلعب دور التاجر بعلاقات غير محدودة ووجهات غير واضحة، حتى لو كانت في الاعتبار… شاركت في الحرب مباشرة لاحقاً، لكن أرباحها تبقى أكبر من خسائر الولايات المتحدة لقد كان مصنع أوروبا الذي ينتج المواد اللازمة لإعادة إعمار أوروبا المدمرة، وقد عزز الاقتصاد الأمريكي من ناحية. وساهم ذلك في زيادة الهجرة إلى الولايات المتحدة وبالتالي توفر العمالة الرخيصة على الجانب الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top