تحل اليوم ذكرى رحيل يوسف إدريس، الذي يعتبر أحد أبرز رواد الأدب العربي في القرن العشرين. لُقب بـ”نبي القصة” عام 1991.
ولد يوسف إدريس في عائلة من الطبقة المتوسطة في محافظة الشرقية. تخرج منها كجراح، في جامعة القاهرة عام 1951م، وعمل لفترة في وزارة الصحة، قبل أن يتفرغ للكتابة والتلحين، وأراد في البداية العمل كممثل، وعندما فشل في ذلك. أراد أن يعمل كمخرج مسرحي.
بدأ رحلة عمله في المجال الطبي بمستشفى القصر العيني، حيث تم تعيينه عام 1951م، بعد تخرجه من كلية الطب في نفس العام، إلا أن المسار تغير إلى ديوان صاحبة الجلالة، حيث انتقل عمل محرراً بجريدة “الجمهورية” عام 1960م.
بدأ يوسف إدريس مسيرته الأدبية بقصص قصيرة كتبها عام 1950، لكنه نشر مجموعته القصصية الأولى “أرخص الليالي” عام 1954. ظهرت موهبته في مجموعته القصصية الثانية “جمهورية فرحات” عام 1956. حققت قصصه نجاحا كبيرا، ولم يتوقف إبداعه عند حدود القصة القصيرة، بل امتد إلى ثورته الإبداعية في عالمي الرواية والمسرح، وفي عام 1969 نشر مسرحية “المخططون”، حيث كتبها . “ملك القطن، اللحظة الحرجة، الفرافير، المهزلة الأرضية.” كما كتب العديد من الروايات: “الممنوع، العار، الأبيض، هل يجب أن تشعل النور؟”، نيويورك 80.
- ابق قويا 365 يوما فى السنة.. نصيحة يوم 31 أكتوبر
- عيون الحكمة.. سلسلة جديدة عن حركة التنوير بين الحضارات المختلفة
وحققت قصصه نجاحا كبيرا، مما دفع عميد الأدب العربي طه حسين إلى القول: “أجد فيها المتعة والقوة ودقة الشعور والذوق الرفيع وصدق الملاحظة وإتقان الأداء، تماما كما وجدت في قصصه نجاحا كبيرا”. الكتاب الأول (أرخص الليالي)، فهم عميق للحياة، وفهم لدقائقها، وتسجيل دقيق لما يحدث.”
- اكتشاف 63 مدفنا ومئات الهياكل والتحف من العصر الحجري الحديث في فرنسا
- ابق قويا 365 يوما فى السنة.. نصيحة يوم 31 أكتوبر
- جائزة البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية تفتح باب الترشح للدورة الأولى
كما حصل يوسف إدريس على وسام الجزائر (1961)، ووسام الجمهورية (1963 و1967)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980).
وقال عنه محمد جبريل في كتاب قراءة في شخصيات مصرية، فصل “معنى يوسف إدريس”: إن التحول الذي أحدثه يوسف إدريس في القصة القصيرة يشبه إلى حد كبير التحول الذي أحدثه تشيكوف في الفن نفسه في نهاية القرن العشرين. القرن الماضي، بالإضافة إلى أن مجلدات إدريس الأولى قدمته ككاتب اجتماعي من الدرجة الأولى. فالمشكلة الاجتماعية هي الخيط الذي تنسج منه أحداث قصصه. المحتوى الذي يحتوي عليه ينبع من الإحساس العميق بهذه المشكلة. لكن قصص إدريس تتميز بالحياد، حيث تكتفي برسم مخطط سريع للموقف مملوء بالتفاصيل الصغيرة، ثم الارتقاء به إلى الكل الذي يحدد المشكلة، دون إيجاد حل لها.