كلنا نعرف قصة سيدنا يونس، وهي إشارة في تراثنا الإسلامي إلى أن الإنسان لا يهرب من قدر الله أبداً، كما تؤكد أن التسبيح والدعاء ينجي الإنسان من الهم، ولكن ماذا عن تفاصيل هذه القصة استناداً إلى القرآن الكريم والعهد القديم؟
- اكتشف علماء الآثار مجمع فلل رومانية وعملات معدنية في المملكة المتحدة
- عروض الأراجوز والسيرك القومى وحفلات ضمن فعاليات ثقافة الطفل فى رمضان
يقول كتاب “القصص القرآنية ومتوازياتها الكتابية: أساطير القدماء” للمفكر السوري فراس السواح:
يونس/يونان:
وقصة يونان أو يونان كما تسمى في التوراة منتشرة في القرآن الكريم في المواضع التالية:
فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى من الغم. إنه مذموم (68 القلم: 48-49).
ولولا أن قرية آمنت فحبّذها إيمانها إلا قوم يونس ما آمنوا ولهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا. ومتعناهم إلى حين (10يون:98).
وذو النون حين غضب ظن أن لن نغلبه، فنادى في الظلمات: لا إله إلا أنت. * كذلك استجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (21 الأنبياء: 87-88).
وإن يونس لمن المرسلين * إذ خرج إلى السفينة المحملة * فشارك وكان من المكذبين * فأكلته الحوت وهو مبتلى * لولا أنه كان من المسبحين إله. فلبث في بطنه إلى يوم يبعثون. فأخرجناه في العراء وهو مريض وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعنا بهم إلى حين (37 الصافات: 139-148).
- اكتشف علماء الآثار مجمع فلل رومانية وعملات معدنية في المملكة المتحدة
- عروض الأراجوز والسيرك القومى وحفلات ضمن فعاليات ثقافة الطفل فى رمضان
- "حكاية الدرويش والحلاج" لـ طه جزاع.. سيرة أدبية للحلاج
ومن خلال إعادة ترتيب الأحداث في هذه الأماكن الأربعة وترتيبها زمنيا، يمكننا إعادة سرد القصة على النحو التالي:
وكان يونس من الرسل
وذو النون إذ ذهب غاضبا ظن أن لن نغلبه… (وذو النون هنا يعني صاحب الحوت أي يونس نفسه).
عندما غادر إلى السفينة المحملة (أي هرب وصعد إلى سفينة محملة بالبضائع والركاب).
فساهم وكان من الخاسرين (أي شارك في القرعة فخسر).
فابتلعه الحوت وهو يلام (أي ابتلعه الحوت بعد أن فعل ما يلام عليه).
…فنادى في الظلمات: لا إله إلا أنت.
ولو لم يكن من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.
كذلك استجبنا له ونجيناه من الغم….
فنبذناه في الهواء الطلق وهو مريض (أي قذفه الحوت من بطنه إلى اليابسة وهو متعب ومشلول).
وأنبتنا عليها شجرة من يقطين.
وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون.
فآمنوا فمتعنا بهم إلى حين.
لكن تبقى القصة مليئة بالغموض، وتبقى الأسئلة التالية مفتوحة:
(1) لماذا خرج يونس غاضبا ومن الذي أغضبه؟ وكيف يتأكد أن الرب لن يغلبه؟
(2) لماذا اختبأ في تلك السفينة التي كانت محملة بالبضائع والركاب؟ ما هي وجهته؟
(3) ما هو موضوع القرعة التي ساهم فيها وخسر؟
(4) كيف وجد نفسه في الماء وأكله الحوت؟
(5) ما قصة شجرة اليقطين التي أنبتها الله وأظلها؟
(6) من هم الذين آمنوا برسالة يونس والذين يزيد عددهم على مائة ألف؟
يتم الرد على هذه الأسئلة من خلال النسخة الكتابية للقصة، والتي تم تبسيطها في سفر يونان القصير. اختار الرب يونان ليكرز في مدينة نينوى الآشورية ويحذر شعبه الأشرار من غضب الرب، لكن يونان حاول التهرب من هذا الواجب، وظن أن الرب لن يؤثر لو فعل ذلك. سافرت إلى مكان بعيد. وهذا هو النص الكامل تقريبًا للكتاب بحسب الترجمة الكاثوليكية للعهد القديم:
“وصار كلام الرب إلى يونان بن أمتاي قائلاً: قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأن شرها قد عظم أمام وجهي”. وقام يونان ليهرب إلى ترشيش (= إسبانيا) من وجه الرب، فنزل إلى يافا ووجد سفينة كانت قد ذهبت إلى ترشيش، فنزل فيها ليذهب معهم ليذهب من ترشيش. وألقى حضور الرب ريحًا عظيمة في البحر، وكادت السفينة أن تنكسر، فخاف النوتية وصرخوا كل واحد إلى إلهه، ووضعوا الأمتعة في السفينة في البحر أُلقي لمساعدتهم، فدخل السفينة واضطجع ونام. فأتاه ربان السفينة وقال له: لماذا تنام؟ إلى صديقه: تعالوا نلقي قرعة لنعرف لماذا أصابنا هذا الشر. فألقوا قرعة على يونان، وقالوا له: أخبرنا لماذا حلت بنا هذه المصيبة، ومن أين أتيت، وما بلدك، ومن أي شعب أتيت؟ عبراني وأنا أخاف الرب إله السماء الذي صنع البحر واليابسة. فخاف الرجال جداً وقالوا له: لماذا فعلت هذا وقد علموا أنه هارب من الوجه؟ الرب لأنه قال لهم هذا قالوا له: ماذا نصنع بك حتى يهدأ البحر عنا؟ وكان البحر يزداد اضطرابًا، لذلك قال لهم: خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم، لأني أعلم أن هذا الزوبعة العظيمة قد أصابتني. فصرخوا إلى الرب وقالوا: يا رب، لا تهلكنا من أجل نفس هذا الرجل، ولا تسفك علينا دما بريئا، لأنك أنت يا رب لا تهلكنا. ثم أخذوا يونان وطرحوه في البحر، فوقف البحر عن الموج…
ثم أعد الرب حوتًا كبيرًا ليبتلع يونان، وبقي يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. فصلى يونان إلى الرب إلهه من بطن الحوت وقال: دعوت الرب في ضيقي فاستجاب لي من بطن الجحيم ودعوت فسمع صوتي.. إلخ. صلاة طويلة). فأمر الرب الحوت فألقى يونان إلى اليابسة.
- عروض الأراجوز والسيرك القومى وحفلات ضمن فعاليات ثقافة الطفل فى رمضان
- مسلسل سر المسجد .. ما الفرق بين العلم النافع والضار؟
- أبرز كتب علم النفس.. من وحى أحداث مسلسل فراولة ضمن دراما رمضان 2024
ثم صارت كلمة الرب إلى يونان ثانية قائلة: استعدوا اذهبوا إلى نينوى المدينة العظيمة ونادوا بالنداء الذي كلمتكم به ضدها. فقام يونان وذهب إلى نينوى حسب قول الرب، وكانت نينوى مدينة عظيمة على مسيرة ثلاثة أيام. فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال: بعد أربعين يوما تنقلب نينوى. فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا ثياب الحداد من الكبير إلى الصغير. وبلغ الأمر ملك نينوى، فقام عن كرسيه، وخلع رداءه، وتغطى بمسح، وجلس على الرماد. : لا يذوق إنسان ولا بهيمة ولا بقر ولا غنم شيئا، ولا ترع ولا تشرب ماء، وليتلفت الشعب بثياب الحداد ويدعون بشدة إلى الله، وليتوب كل إنسان عن طريقه الرديء، ويرجع عن غضبه الغضب حتى لا نهلك. ورأى الله أفعالهم أنهم تابوا عن طريقتهم الشريرة، فندم الله على الشر الذي قال أنه سيفعله بهم، لكنه لم يفعله.
وساء الأمر جدًا على يونان، فصلى إلى الرب وقال: يا رب، أليس هذا ما قلته عندما كنت في أرضي ولذلك أسرعت بالهرب إلى ترشيش؟ لأني أعلم أنك إله رحيم ورؤوف، طويل الأناة، كثير الرحمة، ونادم على الشر. والآن يا رب خذ نفسي مني، لأن موتي خير من حياتي. فقال الرب: هل غضبك حق؟
- فيلم الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي.. حكاية عن الفلاح وأحزانه بعيدا عن الرومانسية
- مسلسل سر المسجد .. ما الفرق بين العلم النافع والضار؟
- بيع لوحة للفرنسى فيرلين تمثل صورة رامبو بمبلغ 585 ألف يورو فى مزاد علنى
فخرج يونان وجلس شرقي المدينة. فصنع لنفسه سقيفة وجلس تحتها في الظل حتى يرى ما يحدث للمدينة. فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان ليكون ظل على رأسه. فابتهج يونان فرحا عظيما باليقطينة. وفي اليوم التالي أعد الله دودة، فضربت اليقطينة فأجففتها. ولما أشرقت الشمس أعد الله ريحًا شرقية حارة ضربت رأس يونان، فتمنى الموت وقال: موتي خير من حياتي. فقال الله ليونان: هل بسبب اليقطينة غضبك؟ قال: إن غضبي يؤدي إلى الموت. فقال الرب: لقد شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولم تهتم بها، والتي قامت في ليلة وهلكت في ليلة مثل اثني عشر ألف شخص (12000 شخص، لأن ألف شخص يساوي 10000) ) من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم إلا أنعام كثيرة؟