ليسوا أفارقة.. لماذا رسم المصريون القدماء أنفسهم باللون الأسود؟

تعتبر الحضارة المصرية القديمة من أعظم الحضارات في التاريخ، حيث تعكس إنجازاتها المعمارية والفنية والثقافية والمعمارية براعة المهندسين، ومن تلك البراعة ما جسده المصريون القدماء في المعابد بما فيها المبهرة. والرسومات المتنوعة، كما نرى في بعض الرسومات التي توثق الحياة اليومية، لكن ما نلاحظه هو أنها تتجسد برسم المصريين باللون الأسود، فما معنى ذلك؟

وفي هذا الصدد يقول عالم المصريات د. حسين عبد البصير: اللون الأسود في الفن المصري القديم حمل رمزية مهمة ومعقدة لها معاني متعددة. وارتبط اللون الأسود بالطمي الغني الذي خلفه فيضان نهر النيل، مما جعله رمزا للخصوبة والنمو. وكان ذلك الطمي يعتبر مصدراً للحياة والزراعة الناجحة، وتم استخدام اللون الأسود لتصوير الآلهة والملوك لتجسيد قوتهم وسلطتهم.

وضرب الدكتور حسبين عبد البصير مثالا على ذلك فقال: تم تصوير أنوبيس إله التحنيط والأموات باللون الأسود للدلالة على قوته وحمايته الخاصة. وارتبط اللون الأسود بالموت والحياة الآخرة، واستخدم في التوابيت والنقوش الجنائزية كرمز للانتقال إلى الحياة الآخرة، كما كان يعكس فكرة الحماية الروحية والاستعداد للحياة الأبدية. اللون الأسود يدل على الخلود والاستقرار. ولذلك تم استخدامه في الأشياء المتعلقة بالحياة الأبدية، مثل التماثيل الجنائزية والأهرامات. يرمز اللون الأسود إلى الغموض والعالم السفلي، ويعكس الرهبة والاحترام للعالم الآخر وقوى الطبيعة غير المفهومة.

تم استخدام اللون الأسود في الفن المصري القديم للدلالة على الخلود والاستقرار، حيث كان يعتقد أن هذا اللون يعكس الاستقرار والديمومة، مما يجعله لونًا مثاليًا للأشياء المتعلقة بالحياة الأبدية. ولذلك يستخدم اللون الأسود في العديد من الأغراض التي تعبر عن الخلود والاستمرارية، مثل الصور الجنائزية. غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام اللون الأسود لإضفاء جو من الخلود والاستقرار على روح المتوفى. وكان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه التماثيل تحمل الروح إلى الحياة الأبدية.

ورغم أن الأهرامات لم تكن ملونة باللون الأسود، إلا أن المواد المستخدمة في بناء الأهرامات، مثل الجرانيت الأسود، حملت دلالة رمزية للقوة والثبات، مما يعزز فكرة الخلود والاستقرار. وقد استخدم اللون الأسود في النقوش والرسومات داخل المقابر لينقل معاني الحماية والاستمرارية كما كانت. ويعتقد أن الألوان الداكنة توفر الحماية الروحية وتحافظ على روح المتوفى.

لا شك أن اللون الأسود في الفن المصري القديم حمل رمزية قوية ومتعددة، تعكس معاني متنوعة ومتناقضة. التماثيل الجنائزية والأهرامات كان يعتقد أن هذا اللون يعكس الثبات والديمومة.

كما تم استخدام اللون الأسود للتعبير عن الشعور بالاحترام والخوف من المجهول، وكان اللون الأسود يعكس دورة الحياة والموت، كما تم استخدامه في السياقات الجنائزية لتمثيل الموت والانتقال إلى الحياة الآخرة للدلالة، ويرمز في الوقت نفسه إلى الخصوبة والتجدد من خلال ارتباطه بالطمي الغني لنهر النيل، نظراً لأنه كان يعتبر رمزاً للخصوبة والنمو لارتباطه الوثيق بالطمي الغني. الطمي الذي خلفه نهر النيل بعد الفيضان.

وخلاصة القول إن اللون الأسود في الفن المصري القديم كان لونا ذو دلالات ورموز متعددة، وكان له معاني تتراوح بين الحياة والموت، والخصوبة والقوة، والاستقرار والخلود، والغموض والعالم السفلي، وهو ما يمثل عمق الانعكاس المصري القديم. فلسفة. وتصورات المصريين القدماء للعالمين المادي والروحي.

اخترنا لك

اترك تعليقاً إلغاء الرد