كل ما قاله نجيب محفوظ جميل، وفيه فن، وقراءته لا تشيخ، فهو متجدد دائما، وكأنك تقرأه لأول مرة.
- "الثقافة" تستعد لإطلاق الدورة الـ17 لملتقى الأقصر للتصوير بمشاركة 25 فنانًا
- من هم آكلو الحجارة الذين يهددون مدينة برسبوليس الإيرانية الأثرية؟
ومن أجمل ما قرأت ما قاله في أصداء السيرة.
هزار
- مسلسل فراولة بطلته تسكن بالزمالك.. أبو السعود الأبيارى من سكان الحى الراقى
- "الثقافة" تستعد لإطلاق الدورة الـ17 لملتقى الأقصر للتصوير بمشاركة 25 فنانًا
نظرت إلي بعيون مملة وذابلة. النظرة تشكو بمرارة، وتريد أن تكشفها، لكن اللسان عاجز.
سأعيدها وكانت الغرفة فارغة.
يبلى الجلد، وتبرز العظام، وتفوح الزوايا برائحة الموت.
يا صاحب المداعبات التي لا تنسى.
طفولتي مليئة بمداعباتك الناعمة.
الشيء الوحيد الخطأ فيك هو الضياع في المرح.
نعم…اغرق في المرح.
- هوس العلماء بالإسكندر الأكبر.. باحثون يعيدون وجه القائد ودراسات حول شكل تابوته
- صحيفة: نفرتيتي "موناليزا برلين".. لا تزال فى قلب الخلاف بين ألمانيا ومصر
- من هم آكلو الحجارة الذين يهددون مدينة برسبوليس الإيرانية الأثرية؟
رسالة
وردة جافة بأوراق متناثرة وجدتها خلف صف من الكتب أثناء إعادة ترتيب مكتبتي.
ابتسمت. انحسر غياب الماضي البعيد في ضوء عابر.
أفلتت حنين من قبضة الزمن وعاشت لمدة خمس دقائق.
رائحة تنبعث من الأوراق الجافة مثل الهمس.
وتذكرت قول صديق حكيم: “إن قسوة الذاكرة تظهر في التذكر كما تظهر في النسيان”.
لوم
هاجمت وجهي وحملت لسعة الخيانة بين ضلوعي.
قال الصديق الحكيم: “لست أول من لقي الهجر”.
ثم سألته: أليس للشيخوخة مكان؟
قال: “اغار من شخص يحب قصة قديمة متكررة”.
وقفت تحت شجرة الكينا ونظرت بعيدًا عن النادي.
تجلس في وسط الشرفة، ويشرق منها نور الإغراء الساطع.
ولا يمسها كبر ولا يمسها فساد.
لقد مرت بجانبي بنظرة غير مبالية، وليس هناك طريقة يمكنني من خلالها تغيير رأيها. أفضل أن أعود وحدي كما بدأت.
التلقين
جلست في الجناح أنتظر الجنازة.
ذكريات تلك الحقبة القديمة لاحت في الأفق علينا.
جاء رجال ذلك العصر يمشون، رجلاً بعد رجل. سوف تهتز الأرض إذا خطى أحدهم.
اليوم هم شيوخ ضائعون لا يتذكرهم أحد.
وجاء خلفاؤهم فخرت الأرض تحت أقدامهم. نظرتهم الثابتة تقول أنهم يملكون الأرض والزمن.
وأخيراً نزل النعش فوق أعناقهم، ومضى على الجميع، ورحل.
مطلوب وظيفة
وأخيراً ظهرت بين يدي مدير مكتبه. وقد جاء ذلك بفضل الاجتهاد المضني وشفاعة الأعيان الكرام.
وألقى نظرة أخيرة على التوصيات التي قدمتها، ثم قال: لشفاعتك التقدير وأي تقدير، ولكن الاختبار هنا على الحقيقة وحدها.
فقلت بأمل: أنا على استعداد تام للاختبار.
– أتمنى لك النجاح.
ولهذا سألته بلهفة: متى نستدعى للامتحان؟
فتجاهل سؤالي وسألني: لماذا يتطلب هذا العمل بالذات مثل هذا الجهد الاستثنائي؟
فقلت بصدق: هذا هو الحب، وليس غيره.
ابتسم ولم يعلق.
ورجعت وتذكرت كلام صديقي الحكيم: «من يملك الحياة والإرادة؟ لديه كل شيء، وأفقر حي لديه الحياة والإرادة”.