اليوم هو عيد ميلاد هدى شعراوي، حيث ولدت في مثل هذا اليوم 23 يونيو سنة 1879. تعتبر من أبرز الناشطات المصريات اللواتي عاشت تاريخ الحركة النسوية في مصر من نهاية القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين في الفترة ما بين الأعوام (1879 – 1947). أصبحت من مشاهير مصر، لكن ماذا نعرف عن علاقتها بأخيها وكيف علم بوفاة والدهما؟
تقول هدى شعراوي في مذكراتها: “لقد أحببت أخي حباً لا نهاية له رغم غيرتي عليه، وزاد مرضه من تعاطفي معه، وزاد حبي له لأنه حمل اسم والدي الحبيب من شأنه أن ينتعش”. ورفعه بما كان فيه من الصفات الحميدة.”
- مسلسل عتبات البهجة الحلقة السابعة.. قصة أغنية سيرة الحب لأم كلثوم
- تعلم البرتغالية وأصبح كاتبًا بالصدفة.. ماذا تعرف عن أنطونيو تابوكى؟
وتضاعف تعلقي بأخي بالحادثة التي وقعت ذات يوم، والتي ظهر فيها حبه الزائد لوالده. وفي أحد الأيام كنا نلعب في شرفة الطابق العلوي، ولم يكن معنا أحد، فذكرت له أن لنا موعداً مع أولاد ثابت باشا، وأن هذا الموعد قد وصل، وعلينا أن نغير ملابسنا. استعداداً للزيارة، خصوصاً أن والدهم كان يريد رؤيتنا، فنظر إليّ أخي بحزن: لماذا ليس لدينا أب مثلهم؟ لماذا لم يعد والدنا من رحلته الطويلة كما تقول لي مربيتي عندما أسألها عنه؟ ألا يشتاق إلينا مثل ثابت باشا؟ فقلت له: ألا تعرف السبب؟ قال: لا. هل تعرفه قلت: نعم، ولكن إذا أخبرتك به، فهل تتعهد بأن تحتفظ بهذا السر دون أن يبوح به لأحد؟ قال: نعم… توعدني بأني قلت له: إنهم يكذبون علينا… أن والدنا لن يعود إلينا أبداً… فقال في عجب وذهول: لماذا؟ قلت: لأنه مات! …
كم كنت آسفًا لأن هذه الكلمة خرجت من فمي. ولأنه كاد أن يصدم من المفاجأة، وألقى بنفسه على الأرض وهو يبكي وينتحب ويصرخ بأعلى صوته، انحنيت عليه وبكيت وحاولت تهدئته وكف غضبه… لكن عطفي لم ينفذ. شعر بشيء هين، وبقي على هذه الحال حتى سمعته أمي، فركضت إلينا وصرخت: ما لكم؟
- العثور على حطام سفينة من القرن الخامس تحمل معدن الأوريكالكوم النادر
- خلال شهر من مبادرة بداية جديدة.. 31915 مستفيدا من أنشطة مكتبة مصر العامة
ثم اختبأت خلف الباب وأنا أرتعد من الخوف والفزع، خشية أن يخبرها أخي بما قلته له، فيغضب مني. انحنت عليه أمي ورفعته عن الأرض وضمته إلى صدرها وهو لا يزال يبكي دون أن يجيب على أسئلتها… ظنت أنني ضربته، ثم التفتت إلي بغضب وسألتني: هل ضربته؟ ؟ فأجابها وهو يشهق وقال: لا.. عبلة لم تفعل معي شيئاً! …
- خلال شهر من مبادرة بداية جديدة.. 31915 مستفيدا من أنشطة مكتبة مصر العامة
- صدر حديثا.. الجزء الثانى من كتاب "سوق لنفسك" لـ عبد الرحمن لاشين
اندهشت والدتي من وضعه، وظلت تحاول تهدئته حتى نام بين ذراعيها، وأمضينا ليلة مظلمة. وبما أن هذه العاطفة أثرت على حالته الصحية السيئة، فقد أمضى يومين أو أكثر دون أن يتمكن من مغادرة سريره، وحاولت والدتي معرفة السبب منه، لكنه لم يعترف لها بشيء. وبما أنه لا يعرف كيف يكذب، لم يتمكن من تهدئة عقلها.
- لوحة تاريخية استعادها رجال الآثار.. تحطم التقديرات وتباع بـ 550 ألف دولار بباريس
- صدر حديثا.. الجزء الثانى من كتاب "سوق لنفسك" لـ عبد الرحمن لاشين
وهكذا أوفى أخي الصغير بوعده، ونشأ على هذه الفضيلة، ولم يعد بعد ذلك يطلب أباه. لأنه كان يعرف مكانه، ومنذ ذلك اليوم زاد تقديري لأخي، وتضاعف حبي له، أحسست أنه أثقل علي أكثر من ذي قبل، وأسر لي أسرار نفسه، المتبادلة والعظيمة، حتى فرقنا القدر، وكان موته أسوأ صدمة واجهتها في حياتي.
- مسلسل عتبات البهجة الحلقة السابعة.. قصة أغنية سيرة الحب لأم كلثوم
- "بوح البادية" قصائد مختارة لشعراء بادية المنيا ضمن إصدارات مؤتمر أدباء مصر
- جروس يصل الزمالك لقيادة أول تدريب للفريق بعد تولي المهمة
هدى شعراوي” src=”https://img.youm7.com/ArticleImgs/2024/6/22/258816-Memoirs-of-Hoda-Shaarawi.png” title=”مذكرات هدى شعراوي”>
مذكرات هدى شعراوي