الأساطير في الشرق هي جزء من أسلوب المصالحة في المنطقة، وكانت أيضًا وسيلة لفهم العالم ومن هذه الأساطير تفاصيل قصة النبي سليمان وبلقيس التي جمعها كرم البستاني من بين. عنوان “سليمان وبلقيس”:
- انطلاق فعاليّات الدورة الـ 28 لمعرض مسقط الدولى للكتاب
- أمين مؤتمر أدباء مصر: ننتظر قرارا بموعد المؤتمر.. وشهر أكتوبر الأنسب
- وزير الثقافة يستقبل سفير قطر بالقاهرة ويبحثان سبل تعزيز التعاون الثقافي
أخبرنا حواريي الجن فقالوا: في العهد القديم كان على بني إسرائيل ملك اسمه داود، وكان عالي المقام في الأرض، وعند الرب إلهه تعالى له سلطان اسمه سليمان الذي جمع بين الذكاء والفطنة والحكمة، وحسن الخلق وحسن المظهر، فاختاره على سائر إخوته، وكان أصغرهم سناً. وفي أحد الأيام شعر داود أن شمس حياته قد بدأت تغرب، فدعا إليه سليمان وقال له: يا بني، أيامي على الأرض قلت، وأشعر أن موتي قد اقترب، واستدعيت. لأعينك خليفتي على مملكة إسرائيل من بعدي. ولأني وجدتك أهلا، قبل سليمان يدي أبيه ورأسه وبكى حزنا لقرب موت أبيه، ثم انصرف وكتم أمره، وتزوج امرأة واختبأ عن الناس وتوجه إلى العبادة والعلم ورأت زوجته كيف لا يكدح في سبيل الحياة، فقالت له يوما: فداك أبي وأمي. ما أكمل ملامحك وأطيب ريحك. ولا أعلم صفة أكرهها فيك، إلا أنك في مخزون أبي إذا دخلت السوق وتعرضت لرزق الله، لأرجو أن لا يخيبك الله. فقال سليمان: ما عملت شيئا منذ صغري ولا أحسن عمله. ثم دخل ذات صباح إلى السوق ولم يستطع أن يفعل شيئاً، فرجع فأخبرها، فقالت: يكون. غدا إن شاء الله. وفي اليوم الثاني ذهب سليمان حتى وصل إلى البحر، فرأى صيادًا يلقي شبكته. فقال له سليمان: هل أستطيع أن أساعدك وتعطيني شيئا؟ قال: نعم. فأعانه، ولما فرغ أخذ لنفسه سمكتين وحمد الله تعالى فقطع بطن إحداهما فوجد في بطنها خاتما، فهجم عليه الطير والريح، والجن والشياطين و قدمت له العفاريت.
وسرعان ما مات الملك داود، فأخذ سليمان مكانه في مملكة إسرائيل وحكم الرعايا بالعدل، ورأى سليمان في نفسه حاجة إلى شيء من شأنه أن يغرس الاحترام في قلوب الذين ارتكبوا الخطيئة، فأمر الجن أن وجعل له كرسياً يجلس عليه في الحكم، وجعله جميلاً ومهيباً، حتى إذا رآه كان باطلاً أو شاهد زور اهتزت من هيبته، وكان تحت الجن يسمى حرفي. صخر. وقد اشتهر ببراعته ودقة صنعته. وصنع لسليمان كرسيا من أسنان الفيل، وزينه بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وأحاطه بأربع نخل من ذهب، رؤوسها ياقوتة حمراء. والزبرجد الأخضر على رأس اثنتين من النخلتين طاووسان ذهبيان، وعلى الأخريين أسدين ذهبيين بين جانبي الكرسي وعلى رأس كل منهما عمود من الزبرجد الأخضر، وهو له حبال من ذهب أحمر مشدودة إلى النخل، فإذا أراد سليمان أن يصعد، بسط له الأسدان أذرعهما، فإذا وضع قدمه على الدرجة السفلى، يدور الكرسي بما في ذلك. دوران حجر الرحى، فيبسط النسران والطاووسان أجنحتهما، ويمد الأسدان أذرعهما ويضربان العرش بذيولهما على الأرض، فأخذ النسران تاجه ووضعاه على رأسه، وإذا ، فجلس هناك، في ظل النسرين بأجنحتهما، ثم دار الكرسي وفيه النسران والأسد، ورش الطاووسان المسك والعنبر على رأسه، و فأخذ سليمان حمامة الذهب التي فيها التوراة وقرأها على الشعب وحكم بينهم بما قضت.
- لو عايز تقرأ فى أدب اليافعين.. أعمال صدرت خلال عام 2024
- بين الحقيقة والاتهام كتاب "زير نساء".. جى دو موباسان ودى ساد وكازانوفا
- انطلاق فعاليّات الدورة الـ 28 لمعرض مسقط الدولى للكتاب
ولم يكن الإنس وحدهم من لجأ إلى سليمان، بل استحكمت الجن منه، فحكم بينهم بالحق وأوضح كل صوت طير سمعه: يقول القمر في تغريدته: سبحان ربي، العلي، المسحور. فيقول النسر: يا ابن آدم عش ما شئت، ولكن الموت يبقيك. وقيل إنه سمع صراخ أخته فأخبرها أنها تقول: ليت الخلق لم يخلق. ومرَّ بكرة صغيرة فيها غناء ورقص، فقال: قال: إذا أكلت نصف ثمرة غفر لي عمري.