ظهر أمامنا الشيخ أحمد برين “شيخ الحمد” في فيلم وثائقي من إنتاج قناة الوظفية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. الفيلم من تأليف الشاعر محمد المتيم وبمودة واضحة نابعة من روح الاعتراف لديه. من أهل الفضيلة.
محمد المطيم يشيد بدور أحمد برين وفضله عليه وعلى كل مثقفي ومحبي الصعيد. فهو يعتبره صوتًا مميزًا يستطيع من خلال الحديث عنه أن يعبر عن فترة مضطربة من الحياة والحب. الحياة في صعيد مصر لديه أيضًا رغبة محمومة في التعمق في جذور الهوية المصرية.
تحدثنا مع محمد المتيم وكان بيننا هذا الحوار:
المؤلف: محمد المتيم
• لكل شيء هدف وهدف.. ما هو هدفك في فيلم “أحمد برين”؟
- تحديد هوية عائلة قُتلت فى حريق منزل منذ 6 آلاف عام فى أوكرانيا
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
قبل كل شيء، ليس سراً أن صنع الفيلم الوثائقي أو الدرامي هو جهد جماعي تتشابك فيه عشرات الأيدي. قبل كل شيء، أريد أن أعرب عن امتناني لكل يد تبني بالحب والإتقان. أما الزاوية التي سأتحدث منها فهي رؤيتي الشخصية التي تم دمجها مع رؤى فنانين آخرين ليخرج هذا العمل إلى النور.
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
- جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية.. ما أبرز توصياته؟
أنا مدين بالكثير لأحمد برين… أحمد برين هو أول مطرب استمعت إليه عندما كنت طفلا. أعمل صحفياً أو مخرجاً لأفلام وثائقية، لكنه ظهر مع أول جملة شعرية كتبتها منذ خمس سنوات… بالنسبة لي أحمد برين شاعر أولاً وأخيراً وهو أب مهم بين آبائي الشعراء أول جملة مجازية التي وقد وقع في أذني منه: هذا هو الدين الأول.
- تحديد هوية عائلة قُتلت فى حريق منزل منذ 6 آلاف عام فى أوكرانيا
- جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية.. ما أبرز توصياته؟
- كتب بأسعار رمزية تبدأ من 4 جنيهات في معرض مكتبة الإسكندرية "صور"
العيب الثاني هو أن ثلاثة أجيال من عائلتي عاشت وتفاعلت مع أحمد برين. عاش جدي فترة شباب برين، وشهد أعمامي فحولة تجربته، وأنا شهدت ذروته في طفولتي ومراهقتي. اعتزاله عندما أنظر إلى هذا التسلسل أجد أحمد برين مخزنا خاصا لمشاعر الجيل. أعتقد أن الرجل مدين بحارس عاطفي.
- اكتشاف بوصلة نادرة من القرن السادس عشر.. هل تعود لزمن كوبرنيكوس؟
- كتب بأسعار رمزية تبدأ من 4 جنيهات في معرض مكتبة الإسكندرية "صور"
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
أما الدين الثالث، وليس الأخير، فهو الإلهام الذي تتضمنه تجربة هذا الرجل الفقير الأعمى اليتيم المنعزل في قرية نائية، فكيف يستطيع بإرادة فولاذية أن يقهر جبال المرارة لنا هذا المتألق المتسامح؟ ، حالة فنية نقية ونبيلة! كل هذا يدين لي بالإلهام في تجربتي.
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
- اكتشاف بوصلة نادرة من القرن السادس عشر.. هل تعود لزمن كوبرنيكوس؟
وفق هذه الديون وغيرها الكثير، فإن الوفاء هو الدافع الأكبر والهدف المنشود لكتابة فيلم وثائقي عن الشيخ أحمد برين، خاصة أن المادة السينمائية هي العمود الفقري لكتاب نوعي أعده منذ أربع سنوات عن الشيخ برين، و سيتم نشره قريبا إن شاء الله.
- عرض "أطلس النجوم" النادر من القرن السابع عشر لأول مرة فى أمريكا
- فيلم عن أسرار "أبجدية ماشتوتس" فى مدرسة كالوسديان بحضور سفير أرمينيا
- جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية.. ما أبرز توصياته؟
• من الواضح أنك وفريق العمل بأكمله بذلتم الكثير من الجهد في هذا الفيلم، كما يتضح من التفاصيل الصغيرة في الفيلم. هل يمكنك أن تخبرنا عن التحديات والمشاكل؟
- صدور الطبعة الثانية من كتاب "ناحوم أفندي" لـ سهير عبد الحميد
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
- تحديد هوية عائلة قُتلت فى حريق منزل منذ 6 آلاف عام فى أوكرانيا
عندما طرحت فكرة فيلم Brain على قطاع الإنتاج الوثائقي أثناء إطلاقه، لاقت الفكرة استحساناً كبيراً. وكانت لديهم رغبة شديدة في التعمق في جذور الهوية المصرية. هذه الكلمة الساحرة (الهوية) هي كلمة المرور لأي عمل يتمتع بالأصالة.
- اكتشاف بوصلة نادرة من القرن السادس عشر.. هل تعود لزمن كوبرنيكوس؟
- إذاعة صوت العرب.. كيف كانت البداية من القاهرة؟
- صدور الطبعة الثانية من كتاب "ناحوم أفندي" لـ سهير عبد الحميد
لا أستطيع أن أنظر إلى ساحة العمل الإبداعي غير الرسمي في مصر إلا على أنها “حزمة خضار”، تحتوي على الكثير من العجائب والمفاجآت، لا ينكشف إلا لمن يحترمها ويعاملها بشكل جيد، ولا يفعل ذلك إذا لم يختطفها المهاجمون. والمستشرقين وحفاري القبور.
وقتها لاقت فكرة فيلم (Brain) قبولاً لدى إدارة قطاع الإنتاج الوثائقي، لكن التحدي الأكبر كان ندرة تواجد الرجل في أرشيف الصحافة المصرية، وكان التحدي الثاني هو جودة الفيلم. صوت وصور في الحفلات التي سجلت له!.. ولكم أن تتخيلوا أن رمزا مصريا شعبيا مثل هذا الرجل احتفى به التليفزيون الفرنسي منذ أكثر من ثلاثين عاما، ولم نجد له حوارا صحفيا واحدا في صحيفة مصرية أم مقابلة تلفزيونية واحدة!
لقد تغلبنا على هذا الأمر بقدرة ضيوف الفيلم المتميزين على تغطية جميع مراحل حياة برين وتجربته بشكل شامل، وتمكن زملاؤه في أقسام الإخراج والتصوير والمونتاج بمهارة من التقاط رؤية بصرية تناسب طبيعة العمل الفيلم.
- صدور الطبعة الثانية من كتاب "ناحوم أفندي" لـ سهير عبد الحميد
- فيلم عن أسرار "أبجدية ماشتوتس" فى مدرسة كالوسديان بحضور سفير أرمينيا
- تحديد هوية عائلة قُتلت فى حريق منزل منذ 6 آلاف عام فى أوكرانيا
• كشف الفيلم عن ثراء وثقافة صعيد مصر. لقد أخذنا عبر الأزمنة والأماكن والحياة.
الحقيقة أنني عملت في هذا الفيلم لمدة أربع سنوات فقط، لكن النقطة المهمة هي أن احترام القيمة يتطلب جهدًا أكبر في الإبداع، مثل الدلتا والبيئة السواحلية، وما لا يقل عن البيئة البدوية التي قدمتها على التليفزيون المصري أهمية كبيرة. برنامج في هذا الصدد اسمه (مصر تغني) والذي يجب أن ندعمه من أجله.
أما أنا، فلا شك أنني أسعى لتقديم المزيد، ولكنني من الذين يقدرون النوعية على الكمية إذا تمكنت في السنوات العشر القادمة من كتابة ثلاثة أو أربعة أفلام بقيمة ما مكنني الله من فعله. الحاضر في فيلم (مخ.. شيخ الحمد) سأكون راضيا جدا في نهاية التجربة وأرسل موجة حب للسادة الذين بنوا الوجدان الشعبي في مصر.
• المديح النبوي في صعيد مصر له خصوصية لا ينكره أحد. هل هذه الخصوصية تتضاءل الآن؟
وتتراجع هذه الخصوصية فنيا رغم صمودها الديني في الصعيد الذي عهد فيه رافدان لفنانين مستقلين مثل برين، والشيخ عبد النبي الرنان، ومحمد العجوز في بداياته. الثنائي أمين وعبد السلام وغيرهما وهذا الرافد في تراجع لأن فنهم لم يجد بعد ورثة أو حاملين يحمله عنهم، باستثناء أبناء الشيخ عبد الرنان، إضافة إلى الغزو التكنولوجي (المقزز). في القرية المصرية، أصبحت حفلات الزفاف التي كانت ساحات للمنافسة في الفن الفني والرقصات التقليدية والأغاني الجذابة، بمثابة نهب لمنسقي الأغاني وغيرهم من أسلحة الحضارة البيضاء.
- فيلم عن أسرار "أبجدية ماشتوتس" فى مدرسة كالوسديان بحضور سفير أرمينيا
- أجندة قصور الثقافة.. انطلاق مهرجان الإسماعيلية وملتقى "أفلام المحاولة"
أما المصدر الآخر للغناء الديني فهو مرتبط بالطرق الصوفية المنتشرة في أنحاء الوادي، والتي تعتبر مدارس روحية يتخرج فيها المنشدون الدينيون. وهو منبع لم ينضب، ولن ينضب، التراث الذي يتوارثه جيل بعد جيل، وترسيخ الموال والأغاني في الذاكرة على مر السنين حيث تنتقل من جيل إلى جيل إلى جيل. ‘جيل بدقة تصل إلى حد التردد.