يعد محمد علي باشا أحد أبرز الشخصيات التاريخية في مصر، ويمكن اعتبار حكمه سمة حاسمة في تاريخها في مثل هذا اليوم 17 مايو 1805م، تولى محمد علي باشا حكم مصر، كما يلقبه البعض يذكر. وهو الذي بنى نهضة مصر الحديثة، ومن هذا المنطلق نستعرض قصة محمد علي باشا في بداية انشغاله بالترجمة.
يقول كتاب “حركة الترجمة في مصر خلال القرن التاسع عشر” للمؤرخ جاك تاجر: إن حاكم مصر لم يتعلم القراءة إلا عندما بلغ الخامسة والأربعين من عمره، ومع ذلك كان يشتاق إلى قراءة أعمال الترجمان. الغرب، وما تضمنه من فلسفة وحكمة، وأساليب خاصة للإدارة والحرب، وللكونت المسمى “ديستورمل” قصة طريفة في هذا الصدد سجلها في كتابه. ومضمونه: أن أحد الملوك قدم إلى والي مصر كتابًا في الجغرافيا مجلدًا في غلاف فاخر، فاستدعى الباشا الكبير. مترجميه، فسأله: كم من الوقت تحتاج لترجمة هذا الكتاب؟ لثلاثة مترجمين لإكمال العمل في شهر واحد. وتظهر هذه القصة مزيدًا من اهتمامه واهتمامه بظروف الغربيين.
وعن مترجمي المحكمة العليا يقول المؤرخ جاك تاجر: ومن المدهش أننا لا نجد أي أثر لإنشاء مكتب للترجمة في المحكمة العليا، رغم كثرة الأعمال، لكن المنطق وما استنتجناه من المصادر المطبوعة يظهر علمنا أن المحافظ استعان بعدد لا بأس به من المترجمين، كلفوا بترجمة التقارير وقصاصات الصحف الأوروبية والكتب المتعلقة بالأحوال السياسية والاجتماعية في مصر ومجموعة رسائل السيد “إنفانتان” الذي كان في ذلك الوقت رئيسًا كان من الطائفة. كتب سان سيمونيان إلى صديقه آرل في 13 يناير 1836 أن الباشا أمر بترجمة كتاب السيد بارو، فطلب مني أحد المترجمين الملحقين بالمحكمة العليا النسخة التي عندي حتى يتمكن من القيام بذلك. ثم أدرج بعض المترجمين، مثل أغسطس السكاكيني وعزيز أفندي وحسن أفندي، لقب “مترجم وكاتب في المحكمة العليا” في أسمائهم.