ماذا فعل الطبيب الريفى للقضاء على الجدرى عام 1796؟

في مثل هذا اليوم من عام 1796، ابتكر إدوارد جينر، وهو طبيب ريفي إنجليزي من جلوسيسترشاير، أول تطعيم في العالم كعلاج وقائي لمرض الجدري، وهو المرض الذي أودى بحياة الملايين من الناس على مر القرون.

بينما كان جينر لا يزال طالبًا في الطب، تعلم من ملاحظات عمال المزارع والأطباء في ريف إنجلترا أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض يسمى جدري البقر، والذي تسبب في تقرحات على ضروع الأبقار، لم يكونوا في الغالب مصابين بالجدري.

على عكس الجدري، الذي تسبب في طفح جلدي شديد وحمى شديدة لدى البشر، تسبب جدري البقر في أعراض قليلة للمرض لدى هؤلاء النساء.

في 14 مايو 1796، أخذ جينر سائلًا من نفطة جدري البقر الخاصة بخادمة حلب وكشطها في جلد جيمس فيبس، وهو صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات.

ظهرت بثرة واحدة على الفور، لكن جيمس تعافى بسرعة. في الأول من يوليو، قام جينر بتطعيم الصبي مرة أخرى، وهذه المرة بمرض الجدري، ولم يتطور أي مرض.

وبعد ثلاث سنوات، استخدم جينر لأول مرة مصطلح “اللقاح” للعلاج، من الكلمة اللاتينية التي تعني “البقرة”، وسرعان ما اعتمد الأطباء في جميع أنحاء أوروبا تقنية جينر المبتكرة، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض المدمر.

وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، قام العلماء، على غرار نموذج جينر، بتطوير لقاحات جديدة لمكافحة العديد من الأمراض الفتاكة، بما في ذلك شلل الأطفال، والسعال الديكي، والحصبة، والكزاز، والحمى الصفراء، والتيفوئيد، والتهاب الكبد الوبائي سي، وغيرها الكثير.

كما تم تطوير لقاحات أكثر تقدمًا للجدري، وبحلول عام 1970، كانت برامج التطعيم الدولية، مثل تلك التي نفذتها منظمة الصحة العالمية، قد قضت على الجدري في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top