قبل 76 عاماً، وقعت النكبة في مايو 1948، وما زال النضال والمقاومة مستمرين. إن شعب فلسطين ومن حوله من المؤمنين بقضيته لم يغفل حقوق الشعب وأرضه والقانون الفلسطيني ومن ذلك ما قاله الشاعر معين بسيسو:
معين بسيسو (1928-1982) أحد أشهر شعراء فلسطين. ناضل طوال حياته ودافع عن أرضه ووطنه.
المدينة المحاصرة
البحر يروي للنجوم قصة الوطن الأسير
والليل كمتسول يطرق بالدموع والآهات
أبواب غزة مغلقة في وجه الشعب الحزين
يوقظ الأحياء الذين ناموا على أنقاض السنين
وكأنهم قبر تُحفره أيدي الحفارين
أضواء الصباح تكاد تنطفئ بسبب الألم الشديد
إنها تطارد الليل الذي لا يزال مليئًا بالشباب
ولكن لم يحن وقت الرحيل ولم يحن وقت الرحيل
غطى العملاق العظيم رأسه الطويل بالغبار
مثل البحر الذي يغطيه الضباب، ولكن لا يقتله الضباب
يخاطب الفجر المدينة لكنه مرتبك ولا يجيب
وأمامه البحر الأجاج، وهو مملوء بالرمال الجافة
وعلى جوانبها تزحف خطوات العدو المشبوهة
ماذا يقول الفجر هل فتحتوا الطرق إلى الوطن؟
فهل نودع الصحراء حين نسير إلى الوادي الخصيب؟
من أجل سنابل الحنطة الناضجة والمنتظرة الحصاد
ثم اندلعت النيران والطيور المشردة والجراد.
يمشي الليل نحوها أسود على أسود
والنهر هو السائح والجري في الجبل والوادي
فألقى عصاه على الآثار فتحولت إلى رماد
هذه هي امرأة غزة الجميلة في مدافنها
بين جياع في الخيام وعطاش في القبور
الشهيد الذي يتغذى على دمه ويعصر الجذور
صور الذل فاغضبوا ايها الاسرى
سياطهم كتبت مصيرنا على تلك الظهورات
هل قرأت أم لازلت تبكي على الوطن الضائع؟
لقد قيد الخوف سواعدك، لذا كنت محظوظًا لتجنب الصراع
تقول أن الريح مزقت الشراع
أيها المطرود في أرضٍ مملوءة بهاءً
غنوا أغاني المعركة ورافقوا قافلة الجياع