ما خطورة قمع المشاعر لدى الأطفال؟ خبيرة سلوكيات تجيب

أكدت الخبيرة السلوكية في التعامل مع الأطفال، أسماء قادري، أن المشاعر الصعبة التي يمر بها الطفل، مثل الحزن والخوف والغضب، وما يتبع ذلك من ردود أفعال، يجب التعامل معها بحكمة وحذر، ويجب على الأهل دعمها. فعندما يتعرض أطفالهم لمثل هذه المشاعر لا يحاولون إلغاءها؛ والهدف هو مساعدة الطفل على التعامل مع مشاعره وعدم كبتها، حتى تتحسن قدرته على النمو العاطفي والنفسي.

وأشارت أسماء قادري، خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، والتي حاورتها منال محجوب المحرر الأدبي في مجموعة كلمات، إلى أن المشاعر تمثل جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، وأكدت أن فهي تفضل ذكر الخوف والغضب وغيرها من المشاعر التي… قد يبدو مزعجاً ذكر المشاعر الصعبة بدلاً من المشاعر السلبية، للتأكيد على أهمية فهمها وعدم ليس فقط للتسمية.

خطورة قمع المشاعر الصعبة

وقال قادري إن الوالدين يواجهان في رحلة التربية والتعليم العديد من التحديات، من أبرزها إمكانية التعامل مع المشاعر الصعبة لدى الأطفال، والتي لا بد من استقبالها بفهم وتقبل، من خلال استجابة الطفل للمشاعر بذكاء. عبارات واضحة ومفهومة تمكنه من فهم رسائل الوالدين بشكل صحيح، دون حرمانه من حقه في التعبير عن نفسه، وبدلاً من مواجهتها بردود أفعال قمعية تؤدي إلى قمع الطفل. توجيه تنمية الصحة النفسية للطفل وتحسين قدرته على التكيف ومواجهة التحديات العاطفية.

وفي حديثها عن التطور العاطفي لدى الأطفال، ناقشت أسماء قادري نظرية مبتكرة تصنف المشاعر إلى أربعة نطاقات لونية تعبر عن مراحل مختلفة من الحالة النفسية. ويمثل الشريط الأزرق مشاعر السعادة التي يشعر فيها الطفل بالمتعة والسعادة، في حين يمثل الشريط الأزرق الشريط الأصفر يدل على مشاعر التوتر والقلق والحذر ويعتبر علامة تحذيرية تدعو الوالدين للتدخل والمساعدة من خلال التحدث بلطف مع الطفل فهذه مرحلة هي مرحلة المنطقة الحمراء السابقة التي يجد فيها الطفل نفسه. ضمن مشاعر صعبة، حيث تظهر ردود أفعال قد تكون مزعجة وتدل على إحساسه بالعجز.

التواصل العاطفي مع الطفل

وتابع قادري، في مرحلة المنطقة الحمراء ينصح الآباء بالتواصل العاطفي بدلا من المنطقي، مثل تشجيع الطفل على أخذ نفس عميق لاستعادة الهدوء وتهدئة الجهاز العصبي، لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستمع للمنطق. ولكن بدلا من ذلك يتعمد مواجهة أي رد فعل من الأهل لتهدئته بالعناد، وهذا من الحكمة وهنا الوالدان أيضا يواجهان طفلهما بالمشاعر، كأن يقولا للطفل مثلا: نعلم أنك غاضب، و نحن ندرك أن تشعر بالحزن، ثم اطلب منه أن يأخذ نفساً عميقاً، رغم أنه يبكي.

وأشارت أسماء قدري إلى المسلسل الأخضر، باعتباره مرحلة العودة إلى الحالة الطبيعية بعد تجاوز الحالة الحمراء أو الزرقاء، كما يستحسن أن تطلب من الطفل في هذه المرحلة أن يرسم مشاعره، مما يساعده على التعبير عن نفسه والانتقال من الحالة العاطفية المتقلبة إلى الاستقرار، كما تتميز الحالة الخضراء بمشاعر محايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top