الكاتب الأمريكي الأكثر شهرة، الراحل بول أوستر، لم يكن كاتبا عاديا. على أية حال، كان دائما يقدم لنا شيئا جديدا يقدمه لأول مرة للقارئ الأمريكي، ثم سرعان ما انتشرت أعماله كالنار في الهشيم داخل أمريكا وخارجها. حيث عرف عن أوستر منذ أن نشر عمله المهم “ثلاثية نيويورك”. سطور من رواية “موسيقى الصدفة”. ثم صدرت روايتي “السيد فيرتيجو” و”السيد فيرتيجو”. “قصر القمر” ترجمه المترجم الكبير د. وتابع عبد المقصود عبد الكريم من المركز الوطني للترجمة في ترجمات أوستر، لكن معظمها ليس دقيقا بما فيه الكفاية.
- ملحمة الجيش والشعب.. بطولات أبناء سيناء في نصر أكتوبر المجيد
- مسافة تصلح للخيانة.. مجموعة قصصية جديدة لـ نهى الشاذلى
- أرمينيا تشارك في الملتقى الدولي الثامن للكاريكاتير بالقاهرة
بول أوستر” src=”https://img.youm7.com/ArticleImgs/2024/5/8/45922-Paul-Auster.jfif” style=”width: 550px; الارتفاع: 1000 بكسل;” title=”بول أوستر”>
بول أوستر
- مسافة تصلح للخيانة.. مجموعة قصصية جديدة لـ نهى الشاذلى
- العثور على أوانى برونزية عمرها 2000 عام فى مقاطعة شانشى بالصين
- تأثير أبو الفنون على النشء في "مسرح الطفل.. الإلهام والاستلهام" لـ عائشة العاجل
حتى الآن، عرف العالم العربي بول أوستر بظهور مصطلح “في ظل الواقعية”، حيث تكشف الكتابة عن المجتمع دون تجميل أو غموض. وهذا ما اتبعه أوستر أيضًا في تحرير أحد أهم النصوص التي ظهرت باسمه. وهو كتاب “قصص حقيقية من الحياة الأمريكية”، أو كما صحيح ترجمته “أمريكا تتكلم” لم يكتبه، ولكنها فكرة فريدة لا يمكن أن تأتي إلا من كاتب محترف ومدرب. كل القصص الموجودة في الكتاب لم يكتبها أوستر، بل السيد. طلب منه دانييل زاردلينج، المسؤول عن البث الإذاعي الأمريكي، أن يروي عددًا من قصصه عبر إذاعة نيويورك في مقابلة إذاعية شهرية. بينما كان دانيال مقيمًا في واشنطن، ولم يكن أوستر متحمسًا لذلك لأنه يكره أن يتخذ الإبداع شكلاً وظيفيًا يثقل كاهله بمزيد من الأعباء، قرر أوستر ألا يروي القصص التي كتبها بنفسه، بل أن يرويها لمخاطبة الجنرال الأمريكي. الناس. إلى… يرسلون له قصصهم التي عاشوها بواقعية، فيقرأها بشفافية، ثم يختار أفضلها، ويتم سردها عبر الراديو بصوت أوستر نفسه في البرنامج، كما قرر أوستر أنه إذا كان العدد كافياً من الأمريكيين الذين كتبوا قصصهم، سيكون حدثًا استثنائيًا.
وهكذا نشأ مشروع القصص التي تعبر عن نسيج المجتمع الأمريكي. ولهذا السبب كانت هناك “قصص حقيقية من الواقع الأمريكي” كتبها الأمريكيون عن أنفسهم وحياتهم، في الماضي والحاضر. قصص تحتوي على نوادر وطرائف فيها بعض الغموض أو غير معروفة وقصص مجهولة لا يعرفها ويعيشها إلا من يرويها. وتضمنت قصص الأمريكان روايات كثيرة، منها التراجيدية، والكوميدية، والاجتماعية، التي قدمت -بشكل مناسب- تجارب لا يشعر بأهميتها إلا من يستوعب هذه القصص التي تفيض بمشاعر عادية ومتضاربة، لأنها وإن كانت بسببها الواقعية الشديدة، لم يأخذ مؤلفوها بعين الاعتبار أنهم يكتبون قصة، فبدأوا في سرد تفاصيل حياتهم وجهودهم العامة.
- كريستيان ديروش.. رحلة عالمة مصريات فرنسية من اللوفر إلى إنقاذ آثار النوبة
- العثور على أوانى برونزية عمرها 2000 عام فى مقاطعة شانشى بالصين
- مهرجان العلمين .. أوبرا عربى وفلكلور القناة فى عروض الأسبوع الخامس لقصور الثقافة
فنون الجوع
- مهرجان العلمين .. أوبرا عربى وفلكلور القناة فى عروض الأسبوع الخامس لقصور الثقافة
- كريستيان ديروش.. رحلة عالمة مصريات فرنسية من اللوفر إلى إنقاذ آثار النوبة
- مسافة تصلح للخيانة.. مجموعة قصصية جديدة لـ نهى الشاذلى
وصلت آلاف القصص إلى أوستر، بعضها مكتوب بخط اليد وبعضها مطبوع بالآلة، حتى شعر الكاتب الأمريكي بول أوستر بنفسه وهو يسقط في بحر مضطرب من أمواج السرد الواقعي المفعم بالحيوية.
ولذلك بدأ في تنظيمها بعناية وعناية حتى اختار منها خمس قصص لبثها في برنامج اسمه “كل شيء في عطلة نهاية الأسبوع” يذاع على إذاعة نيويورك. وبعد شهرة البرنامج، جلس معظم الشعب الأمريكي واستمع إما إلى تجاربه الشخصية أو إلى تجارب الآخرين، مما أضاف إليهم معرفة اجتماعية جديدة. تم نشر هذه القصص بمقدمة موسعة بقلم أوستر.
- مسلسل جودر.. هل بنى الجن مدينة النحاس للنبي سليمان؟
- العثور على أوانى برونزية عمرها 2000 عام فى مقاطعة شانشى بالصين
- صدور "نظرية النظم وتأصيل منهج لتحليل النص" لـ مروة سعفان عن هيئة الكتاب
- كريستيان ديروش.. رحلة عالمة مصريات فرنسية من اللوفر إلى إنقاذ آثار النوبة
- ملحمة الجيش والشعب.. بطولات أبناء سيناء في نصر أكتوبر المجيد
- تأثير أبو الفنون على النشء في "مسرح الطفل.. الإلهام والاستلهام" لـ عائشة العاجل
كثير من المواقف التي تحتويها النصوص هي قصص حقيقية وليست أكثر من أصوات مجسدة في السرد العميق حتى أنها تشمل لقطات من الماضي البعيد، والتي يخصص لها أوستر قسما. يمكن أن نطلق عليها قصص الحرب الأهلية، التي لا تزال اللحظة الحاسمة في تاريخ الأمة الأمريكية، التي تحتاج إلى هذا النوع من التأمل الذي يقرأ. تحقيق الواقع. مرارة تفوق الخيال.
أراد أوستر تقديم تلك القصص التي تتحدى الصورة التقليدية للواقع المعيش الأمريكي، فهي قصص مناسبة لكشف جوانب كثيرة من الغموض الذي يكشف وجود مؤلفيها في الواقع، وبعضها مؤثر للغاية وأكثرها مكشوف. تجسيد الحقائق الواردة في متحف الواقع الأمريكي في الخمسينيات والستينيات، تعرض أوستر لما يسميه الحظ السيئ في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان “من اليد إلى الفم”، والتي يسجل فيها معاناته الشديدة. في سنوات الجوع والرغبة في البقاء، وعلى الرغم من انتماء أوستر إلى الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي، إلا أنه كان حريصا منذ البداية على تحقيق صيغة مستقلة لوجوده الشخصي والإبداعي تتمثل في تغطية الطبقة الوسطى وبقائها .
قصص حقيقية من الحياة الأمريكية
في نص “فن الجوع”، يستذكر أوستر جوانب من تلك المعاناة التي أثرت أكثر من غيرها في تجربته الكتابية، حيث تنقل القارئ من شوارع نيويورك إلى باريس، ومن مهنة غريبة إلى أخرى قبل أن يصل إلى ما يسميه “الجوع”. وصول المرحلة. من النقاء الإبداعي الذي أعقب ما اعتبره… فشله المبكر في الحياة والكتابة.
ويبدو أن أوستر كان قريباً من الفلسفة الوجودية الأوروبية، ويمكن القول في كل أعماله أن رواياته ليست سوى تأكيد لنصوص كبار الكتاب الأدبيين الحداثيين، والتي أرست الأساس لرواية أمريكية عظيمة كانت راسخة. مقرر. في مصاف الأدب العالمي .