رواية «تاريخ العنقاء السري» للروائي أيمن بكر والصادرة عن دار فجر، لها افتتاحتان، كازدواجية تحقق النص المبني، يحكي من خلال بنيته السردية، في طبقتين سرديتين بين راوي عارف ورواية. الراوي شخصي. الوحي الذي يوازي فعل الذاكرة، في طبقتين سرديتين تقترحهما الافتتاحية.
الافتتاحية الأولى تبني الأسس الأولى لبنية النص، التجريب، ووضع الخط، كرمز للفن، وكدلالة على فعل الذاتية والإفصاح، وكإظهار للتجريب الذي يحدث في النص. حاضر في الفعل الأول من التدوين كحرف معنى كلمة، ويتشابك مع المعاني المتمثلة في ثنائية مع الافتتاحية الثانية، ويصل التجريب المبني إلى السرد البنية للنص، من خلال تقديم روايات موازية للسرد المركزي للبطل، الذي يمارس النص من خلال تقديم روايات موازية للسرد المركزي، بحيث يتغير في النص. مركزياً، وكأن فعل السرد الشفهي، وروايات شهرزاد، يصلان هنا من خلال فعل السرد التعرضي، على مستويات مختلفة لاستقراءه، وروايات مختلفة وأصوات سردية لاستجوابه.
الافتتاحية، التي تُروى بضمير “أنا”، من قبل شخصية تمثل عداء ضمني مع مؤلف الافتتاحية التجريبية الأولى، مما يخلق ازدواجية عندما يدخل منزل الأول، لسرقة أوراقه، باللون الأسود/الأبيض، يأخذ السيميائية والدلالات والرمزية فيها، كوسيلة لتقديم فضاء مكاني يمتد من جوهر مسرح البنية الدرامية، ليكون رمزا، بين الأبيض والأسود البدائي ثنائي.
- هيئة الكتاب تصدر "الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري"
- صدر حديثا.. كتاب "أنا المصرى" لأحمد رجب يسرد تاريخ المصريين القدماء
إن ما ينكشف مع الراوي العليم الذي يقدم شخصيته، بوحي يتناقض مع شخصيات النص نفسه، يتخذ مفهوم القوة وسيلة له، باعتباره راوياً عالماً موازياً، يتم التشكيك في القوة بين المفاهيم الخاصة/العامة ، من خلال الكشف عن إعادة بناء العري، كوسيلة للسلطة، حيث تكشف الشخصية عن ذاتها، لترى بعد الشكل الذي تريده لنفسها، وتمنح الشخصية النص إعادة تقديم الذات. علاقة المرء بالسلطة، وينسجها مع التجريد، بين ثنائية الخاص والعام، يأخذ من الترميز هناك ما يناقض المباشرة، التي يقترحها أحيانا، تطوير رمز مواز، أكثر تحديدا من المفهوم الفلسفي العام. .
- افتتاح معرض احتفالية القرد والحمار للفنان صلاح المر الليلة
- هيئة الكتاب تصدر "الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري"
- اليونان تغلق مواقعها السياحية القديمة بسبب الحرارة المرتفعة
ثنائية الأبيض والأسود، منبع الحرية والتمرد وصبر السلطة، تمتد إلى الماضي والحاضر، تنبثق من الفضاء الزمني سؤال حول مفهوم إنساني وفلسفي.
- حكاية "كتاب النبى".. اكتسح العالم بـ10 ملايين نسخة
- اليونان تغلق مواقعها السياحية القديمة بسبب الحرارة المرتفعة
- تفسير الطبرى لآية "قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ"
اعتبرها شحذاً للذاكرة، ربما ذكرى جيل خاص يبحث عن المعنى الفلسفي العام، مع فعل الشمول، حيث تكون النصوص الموازية، أحياناً، أحلاماً تنطلق من سرد الحلم كوسيلة للرمز، في حد ذاتها. كالحلم وفي روايته، وهذه نصوص تتجنب المشهد والسرد، لكنها تبقى حافزاً للسرد بتحويله إلى مونولوج حواري يضعه المتمرد الذي نعيش في الخيال والذاكرة، حتى أن. يصبح سرد الحلم الموازي للنص، ويقدم كبنية سردية موازية تستقرئ فعل الحلم نفسه باعتباره تمثيلا للفكر الإنساني ويؤثر في جوهر النص، ليتحول إلى مونولوج بلاغى تفسيري، أحيانا، الفعل الذي تم استجوابه. الترميز، للوصول إلى البنية الدلالية للنص، مغمورة في بنية الحلم نفسه، حيث يمتزج الفضاء الزمني إلى حد الاختفاء في كثير من الأحيان، وهو رمز في وجوده الزمان والجيل والماضي.
وأحيانا يتجلى التضمين من خلال عرض موازي يصل إلى تفسير النص، مثل رواية “الكرنك” لنجيب محفوظ التي ورد ذكرها في النص كدليل لتحقيق الحكم الناصري، وكأن النص يكشف عن نفسه في إدراجها لعمل فني موازي “الكرنك” ببنيتهما الدلالية الموحدة، حول مفهوم السلطة والتمرد والزمن، وكذلك من خلال عرض سيميائي للوحة “الثعلب المسجون”، بالبنية الدلالية التي يمثلها، والسرد الذي يقدمه موازيا للبنية الدرامية للنص، ويروي ويتوازي مع دلالات النص، حيث تواجه الطبقة ومركزية السلطة الحرية والهامش، وحيث الركود كسؤال فني.
هذه الثلاثية المشتركة في النصين، ملونة بازدواجية الماضي والحاضر، حيث الشخصية مثقف من جيل الستينيات، يعيش في بنتهاوس السلطة والعلاقات، يقرر بعد عدة عروض أن يرفض لهم ندوة في جلسة واحدة. الإقامة بجامعة القاهرة.
- صدر حديثا.. كتاب "أنا المصرى" لأحمد رجب يسرد تاريخ المصريين القدماء
- افتتاح معرض احتفالية القرد والحمار للفنان صلاح المر الليلة
يخلق النص مشهدا يسكنه البناء المسرحي، مع كشف رمزي للشخصيات وحركة درامية سينمائية، وبنية سردية، مع تكثيفها وترميزها ونقطة المفاجأة، من خلال فعل الترميز لتحقيق البنية الدلالية. . من النص.
يحمل المشهد ثنائية السلطة والتمرد في براثن الماضي والحاضر. كما أن الشاب ذو الشعر الفوضوي، على هيئة ثوار جيل السبعينات، يقف رمزاً للمعنى المجرد للتمرد. خلف المسرح، يخفي معظم جسده، إشارة إلى أن سيميائية المشهد تكتمل بإخفاء تمرده خلف السلطة، سلطة المسرح والجزء الأول من ثنائية الماضي والحاضر.
ويكشف النص أيضاً عن توتر في ذلك المشهد، مشيراً إلى إعداد مدير الندوة لسؤالين، كرمز موازٍ للسلطة التي تهيمن على النص، ويكتمل المشهد بعرض سينمائي للطالب وهو يمسك بالمايكروفون، “استولى. رأس الميكرفون بعد تحرره من القاعدة المعدنية” في إشارة إلى تشبيه المشهد بهامش التمرد.
- افتتاح معرض احتفالية القرد والحمار للفنان صلاح المر الليلة
- اليونان تغلق مواقعها السياحية القديمة بسبب الحرارة المرتفعة
- "كريشة يحملها هواء خفيف" مجموعة شعرية جديدة للشاعر موسى حوامدة
ثم يخفي الشاب الطاولة التي يجلس عليها ضيف الحلقة، ابن الماضي والسلطة، لتكتمل رمزية السرد من خلال وصفه بأنه أحد الواقفين على زوايا الأزقة، وكأنه أثر هامشي من الهامش، كخلفية مجردة للتمرد والحرية، كدافع للشباب، ذلك المفهوم الذي في النص الموازي “الكرنك”، الذي ذكره فعل التضمين كبنية دلالية متشابكة بتوازيها مع الفضاء الدلالي لـ “التاريخ السري لطائر الفينيق”.
- رئيس البعثة الأثرية اليابانية: المتحف الكبير أعظم صرح رأيته حول العالم
- صدر حديثا.. كتاب "أنا المصرى" لأحمد رجب يسرد تاريخ المصريين القدماء
- هيئة الكتاب تصدر "الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري"
وهكذا يشكل مشهد الندوة افتتاحية موازية للنص، تكشف بعدها الذاكرة المسرودة، عن التاريخ الرمزي كعنوان للبنية السردية، وهروب الخيال بتركيز مفاهيمي مجرد، وتعامله بين الثنائية الخاصة/العامة.
تبدأ الذاكرة بتجلي السلطة الأبوية عندما يضرب الأب ابنه في سن مبكرة، ثم رمزية السلطة عندما يطرد الطفل من المدرسة لشكواه على معلمه، ثم التاريخ الرمزي لعلاقة الإنسان بالسلطة، ويتجلى في فعل الذاكرة وتأثير الزمن، في التمرد الجامعي على “الرئيس المؤمن”، وفعل التاريخ وقدم نصاً مسحياً تدوينياً، يرمز إلى السلطة بشكل عام، والانفتاح وتأثير الرأسمالية بشكل خاص، وهو ما يتضح من بداية النص عند ذكر الطالب البوهيمي. بدلة المثقف الكبير رمز السلطة باللون الأزرق البيبسي..
- "كريشة يحملها هواء خفيف" مجموعة شعرية جديدة للشاعر موسى حوامدة
- تفسير الطبرى لآية "قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ"
- هيئة الكتاب تصدر "الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري"
ويتجلى الانفتاح كرمز خاص، والسلطة كرمز عام، في شخصية “السلطان”، مساعد العبد المهيمن، الساكن الذي يعد اسمه رمزا لتلك الهيمنة، التي في البنية السردية للنص عنصر إضافي، وهو التاريخ الرمزي.
ولذلك يقوم النص بفعل التجريد، بممارساته المباشرة وفعل الترميز، لا باعتباره ازدواجية، بل كأساس بنيوي متشابك، ليلبس النص رؤى متنوعة تصل إلى البنية الدلالية التي يتجلى المجتمع هنا في ثنائية الخاص والعام، حيث ثنائية السلطة والحرية، وتجريد المجتمع من طبقات دلالية تستقرئ مفاهيم المجتمع، لأن المجتمع في ويطغى معناه المجرد على شخصياته منذ بداية النص، فينادي أهل بلدة البطل باسم أمه، إهانة، ولا يجد الخيال إلا انتقاما، والخيال والانتقام مفاهيم إنسانية. خصوصاً.
كما يستجوب النص المجتمع من خلال تعريه، يرويه أحد تجار الدين، من أبناء الرأسمالية والتجارة الدينية، وموزعي الأصولية والدوغمائية، الركود الفكري الديني، والذي يتجلى من خلال العرض الدلالي المباشر. الفضاء، وتقديمه رمزيًا سيميائيًا.. يظهر فعل التجريد منذ البداية في بنية النص السردي، على مستوياته الاستقرائية بين الخاص والعامة، ويتلخص التجريد في تتبع الهامش، من بداية النص، سواء في النص، أو في هامش النص نفسه.
يحاكي النص نفسه من خلال فعل التجريد الذي يظهر في سرد ضمير الأنا وكتابة المذكرات، وكأنه يحقق ذاته من خلال تحقيق معنى سردي يسمى في الصوت السردي للراوي يصبح:
- رئيس البعثة الأثرية اليابانية: المتحف الكبير أعظم صرح رأيته حول العالم
- ياسوناري كواباتا أول ياباني يحصد نوبل.. تعرف على أعماله
“عندما يظن كائن ما أن هذه الآلة السحرية ستلتقط طوقه من الداخل وتكشفه، ينتابه شعور عميق بالفضيحة، وفي جزء من الثانية تنكشف كل حيله في جهد متسرع لإخفاء ما يخافه والكشف عنه. ما يعتبره رائعًا أو مصدر فخر.
يظهر هذا الترميز أيضًا في محاولة لاستجواب التجريب كوظيفة لبنية الشخصية. وتتميز البنية السردية للنص بفعل التجزئة، الذي ينثر كلاسيكية البناء الدرامي على مستويات مختلفة لاستقراء التجريب منها. تجزئة السرد، إلى تداخل الأصوات السردية، والكشف عنه من خلال تجريده إلى تصور مادي من خلال كتابة صفحات بالخط.
تتبع التجزئة بنية شخصية تمثل ازدواجية السلطة والتمرد في تحقيقها لذاتها، بين صوت ذاتي يطاردها كمرآة فصحية، مرآة سردية وحوارية، صوت يتمثل في أجزاء من النص في الرواية. التجزئة. للبنية الحلمية لشخصية “مراد”، وأحياناً بصوت سردي موازٍ للصوتين السرديين، الراوي العليم والضمير الأنا، ويتحول إلى مونولوج حواري يمنح النص بنية دلالية أكثر مباشرة.