القضية الفلسطينية فى عيون شباب الفنانين.. لوحات فنية شاهدة على الأحداث

لا تزال القضية الفلسطينية تشغل اهتمام الكثيرين حول العالم، وهناك من يسعى إلى تجسيد الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن الفلسطيني أمام جيوش الاحتلال. هناك من يعبر عنها بالكتابة، وآخرون بالأغنية وآخرون بالرسم، وهو ما يفعله بعض الفنانين الذين شاركوا في صالون الشباب في دورته العاشرة 35 والمستمرة حالياً.

حتى لا ننسى

تقول الفنانة الشابة ريم محمد عن فلسفة عملها: “لماذا كل هذا الموت؟” كل تلك الحروب!.. هل سيموت كل الأطفال! هل لن تجتمع العائلة مرة أخرى على مائدة العشاء؟ هل لا تزال هذه الطاولة قوية كما كانت منذ سنوات؟ سأبتر كل الأيدي والأقدام! ألا نستطيع أن نلعب الكرة مرة أخرى ونخيط الملابس لدميتنا بدلاً من حمل الملابس والحقائب! أين الدمى الآن! هل لا تزال على وجهها نفس الابتسامة التي أحبتها؟! تلك الابتسامة التي فارقت وجهي ووجوه من حولي… إلى متى؟

وأضافت ريم محمد في تصريح خاص لـ”اليوم السابع”: السبب الرئيسي لتجسيد القضية الفلسطينية هو محاولة تذكير نفسي والجميع بأن القضية الفلسطينية لا تزال قائمة حتى الآن، ولذلك يجب أن نستمر في المتابعة وعدم الانشغال بها. ظروف الحياة اليومية لرصد القضية وتطوراتها من حيث الاعتداءات الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الحر.

الفنانة ريم محمد بجانب لوحتها

أبطال الصلب

وقال الفنان التشكيلي عمر عاطف، الذي يشارك في صالون الشباب، بعمل فني “خزفي” بعنوان “أبطال من حديد”، بالطين الأبيض المصري الملون بالأصباغ، يشرح العمل الوضع في الأراضي الفلسطينية. 2023 قال قائد جيش الاحتلال خلال لقائه الصحفي الأول: إنهم يقاتلون ضد الحيوانات البشرية.

الفنان عمر عاطف

وأوضح عمر عاطف في تصريح خاص لـ”اليوم السابع”: بعد البحث عن مصطلح “الحيوانات البشرية” الذي وصف به القائد العسكري لجيش الاحتلال أفراد المقاومة الفلسطينية، وجدت أن ذئب النبلاء من الأنواع وبما أنها لا تتزوج محارمها ولا تأكل الدم ولا الجثث، وهي بر لوالديها وفدية لجميع قبيلتها، فقد وجدتها الاختيار المناسب والناجح لدرجة أنني أشبه أهل غزة بالذئاب التي تحاول المقاومة. وأن يبقوا في بلدانهم طوال هذه الفترة، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، والتطورات التي شهدتها دولة فلسطين جراء المجازر التي ينفذها جيش الاحتلال الغاشم ضد المواطنين وضد مختلف المنشآت الفلسطينية، مثل على سبيل المثال. المستشفيات والمدارس والأماكن الثقافية والتاريخية المختلفة.

جنازة الطيور

كما تشارك الفنانة التشكيلية أميرة أيوب، مواليد 2002، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة بالزمالك قسم التصوير، في الدورة الـ35 لصالون الشباب، بلوحة بعنوان “جنازة عصفور”. وحصل على جائزتين ضمن جوائز صالون الشباب، حيث جائزة الصالون في مجال التصوير الفوتوغرافي “مشتركة” وجائزة الاستحواذ في مجال التصوير الفوتوغرافي.

الفنانة أميرة أيوب بجانب عملها

وقالت أميرة: في أسلوبي الفني أستخدم دائماً لوحة ألوان محددة حيث أريد أن أخرج مشاعري الداخلية في العمل وفي لوحة “جنازة عصفور” التي أشارك بها في صالون الشباب، التركيز الأساسي على الروح كانت اللوحة أهم من أي شيء آخر، وفي اللوحة ركزت على الأطفال ومعاناتهم من الحروب والهجرة ونحو ذلك. بفرشاتي أردت أن يلمس ما في روحي نفوسكم.

وأضافت في تصريح خاص لـ”اليوم السابع”: جنازة طائر أجسد فيها أطفال الحرب، وكتبت بشكل صريح عن اللوحة: تحت طاغية الجبال جثث المتوفين قليلا وجوه وأرواح ضائعة كطائر بجناحيه، ينطلق لدفن السلام، كأنه ينعي أوطانهم وأحلامهم المدفونة معهم. أين تسأل تلك العيون تلك الحياة قصة العصفور الذي ضاع. وطنه وأجنحته وأرواحهم قصة جنازة طائر تجد في اللوحة فتاة ذات عيون سوداء داكنة وهي بطلة اللوحة، يجدون الحقيقة دائمًا في ذلك اختر لي أن العيون أسود بسبب الحقيقة والحياة الصعبة التي يعيشها جميع الأطفال في تلك الأحداث المؤلمة. وهذا ما تقدمه لنا الفتاة في اللوحة.

صوت الصمت

كما يشارك الفنان علاء لأول مرة في صالون الشباب بعمل فني بعنوان “صوت الصمت”. وتقول إن العمل الفني مستوحى من الأحداث الفلسطينية الراهنة، فهو يعكس لحظات الصمت في وجه العالم. لمعاناة الشعب الفلسطيني، بينما يبقى صوت المقاومة الحقيقي مخفياً داخلياً وغير مسموع، وتعبر اللوحة عن التوتر بين القمع والصمود، حيث تمثل الرموز الصامتة الألم العميق والقوة الكامنة، من خلال استخدام الظلال والألوان الداكنة يتم تقديم الصمت كوسيلة للتعبير عن المعاناة والألم المستمر.

الفنان علاء معوض

وأضاف علاء في تصريح خاص لـ “اليوم السابع”، أن العمل مستوحى من المدرسة التعبيرية الألمانية، وهي مصدر إلهامي، لأنه تضمن موضوعات الحروب في ألمانيا، والتي ظهرت بشكل كبير وبشكل شبه مستمر في أعمالهم، مثل مثل كاثي كولويتز وجورج جروس وآخرون، فقد أدخلوا موضوعات معاناة الناس أثناء الحروب في أعمالهم الفنية، وكيف تم التركيز على ملامحهم بهدف تجسيد مشاعر الألم والخسارة.

وتابع علاء: استخدام الألوان القوية والمبالغ فيها يأتي في محاولة للتعبير عما بداخل الناس في اللوحات، ومشاعرهم المختلفة بين الفقد والألم خلال تلك الفترة من الحرب، وفي اللوحة التي شاركت بها في صالون الشباب في هذه الجلسة كان أغلب استخدامي هو الحبر، وتخلت عن فكرة الألوان الغنية واستقريت على درجات اللون الأسود التي تعطي تعبيرا قويا وخلاصة خصائصها كانت موجهة إلى كيفية الجمهور جلب التعاطف مع العمل الفني، لأن هذا هو هدفي الأول. والأخير.

رقم اليوم السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top