تحل اليوم ذكرى ميلاد أحمد عرابي قائد الثورة العرابية الذي عاش جزءا من حياته في المنفى بجزيرة سرنديب بعد انتهاء الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر عام 1882. الروح الثورية كان حاضرا له منذ البداية، وهنا نتعرف على ما حدث في تلك المرحلة في عهد الخديوي سعيد ثم إسماعيل.
ويقول عبد الرحمن الرافعي في كتاب الزعيم الثائر أحمد عرابي، إنه يبدو من النظر في حياة عرابي أن دعوته الوطنية بدأت تتردد عنده في عهد سعيد باشا. وسمعه يلقي خطبة في “قصر النيل” مقر وزارة الحربية في ذلك الوقت، قال فيها موجها إلى أفراد الأسرة الحاكمة الحاليين وكبار رجال الحكومة الملكية والعسكرية:
- أفضل 100 كتاب في القرن الحادي والعشرين.. بين العالم وأنا - اليوم السابع
- زُعم سرقتها من متحف أوكرانى.. دار مزادات تبيع لوحة بمليون دولار فى روسيا
أيها الإخوة… لقد نظرت إلى أحوال هذا الشعب المصري تاريخياً، فوجدت أنهم كانوا مظلومين ومستعبدين من غيرهم من أمم الأرض، كما جاءت عليهم دول ظالمة كثيرة…
وبما أنني أعتبر نفسي مصريا فمن واجبي تربية أبناء هذا الشعب وتعليمهم حتى أصلحهم لخدمة وطنهم خدمة صحيحة ومفيدة، وأن أبتعد عن الغرباء حتى أرى ما يعبر عن هذا الرأي من الفكر للعمل.
- تاريخ مصر فى لوحات وجوه الفيوم.. أين توجد؟
- اتكلم عربى.. قصيدة اللغة العربية للشاعر عبد الرحيم أحمد الصغير
ويقول عرابي عن هذه الخطبة: ولما انتهى سعيد باشا من إلقائها خرج الأمراء والنبلاء المدعوون غاضبين غاضبين متعجبين مما سمعوه. ويقول إنه اعتبر هذه الخطبة بمثابة الحجر الأول في تأسيس مبدأ “مصر للمصريين”.
- وزيرة الثقافة تتفقد الأعمال الفنية فى ختام سمبوزيوم أسوان لفن النحت
- أفضل 100 كتاب في القرن الحادي والعشرين.. بين العالم وأنا - اليوم السابع
ولا شك أن خطبة سعيد باشا لم تجد مكانا للقناعة والبهجة في نفس عرابي، إلا لأن روحه كانت وطنية، وتقبل ما يتفق مع ميوله وميوله.
إلا أن جاذبيته الوطنية لم تنضج إلا في عهد الخديوي إسماعيل، فعندما خلف سعيد باشا في الحكومة فقد عرابي تعاطف الولي الجديد، إذ لم يحذو إسماعيل حذو سلفه في اللطف مع الضباط الوطنيين حتى لا يحذوا حذوه. يثبت. فعاد الحظوة في الجيش إلى الضباط الشراكسة، وكان هذا أحد أسباب شكوى عرابي، وكانت أفكاره تدور حول حقوق الضباط الوطنيين.
حدثت حادثة في بداية حكم إسماعيل كان لها الأثر الكبير في اتجاه أفكاره وتشكيل دعوته الوطنية. المجلس وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين يوما.
ونشأ خلاف بسبب هذا الحكم بين وزير الحربية آنذاك إسماعيل سليم باشا، ورئيس المجلس الأعلى. ورغبة في تأييد الحكم الأولي، حاول الوزير مع الخديوي إسماعيل عزل عرابي من الجيش، فنال ما أراد. وقد تركته هذه الحادثة يحمل كراهية شديدة للشركس.