ويعتبر تفسير الطبري من التفاسير الجامعة، ونتوقف اليوم مع تفسير آيات من سورة مريم وتفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ لَئِنْ متُّ فَأَحْيِيَ ظَاهِراً). 66) لا تذكر الإنسان لقد خلقناه من قبل ولم يكن شيئاً (67) يقول الله تعالى: (وقال الإنسان الكافر الذي لا يؤمن بالبعث) سيُخرج بعد الموت حياً، فهل أُبعث بعد الموت، بعد فتنة ودمار، منكراً بذلك، يقول الله تعالى، وأدعوه: (فلا تذكر الشخص) الذي تعجب من ذلك المنكر لله القدرة على إحيائه بعد فناءه، وإحداثه بعد عدمه في خلق نفسه، أن الله خلقه قبل موته، وخلقه إنسانا عاديا لا شيء (و (لم يكن) قبل أن يخلقه (شيئا) فيعتبره ويعلم من خلقه من العدم، ألا يستطيع إحيائه بعد موته، وإيجاده بعد فناءه؟ .
واختلف القراء في قراءة قوله تعالى: (يذكر الأول)، فقرأه بعض قراء المدينة والكوفة (سيذكر الأول) بنور على الدال، وجمهور قراء الكوفة والبصرة ، وقرأه الحجاز (سيذكر الأول) مع التأكيد على الدال والكاف، أي: أو لن يتذكر، والتشديد أحب إلى نفسي، مع أن الآخر مباح، لأن معناه: أو لا يفكر فيه ويعتبره.