تفسير الطبرى.. هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

يعتبر تفسير الطبري من أهم الكتب في تفسير القرآن الكريم، وهنا نتوقف عند تفسير الآية الأولى من سورة الإنسان: “هل جاء على الإنسان حين لم يذكر شيئا (1)

ويقصد الله تعالى بقوله: (هل اعتدى على الإنسان؟) لقد اعتدى على الإنسان، وهل في هذه الحالة خبر لا يدحض. وهو كقول من يقول لآخر يؤكده: هل جئت بالمجد؟ أنت؟ وأكرمه؛ أم قمت بزيارتك؟ وقد زاره، وقد تجحد في أماكن أخرى، كأن يقول قائل لآخر: هل يفعل أحد مثل هذا؟ يعني: لا أحد يفعل. والرجل الذي قال له تعالى في هذا الموضع: (هل أتى على الإنسان زمان) هو آدم صلى الله عليه وسلم.

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (هل أتى على الإنسان؟) فجاء عليه آدم (حينما لم يذكر شيئا). ) لم يخلق الإنسان هنا إلا حديثا، وهو المعروف من خلق الله أن الإنسان بعد ذلك وجد.

أخبرنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قوله: (هل أتى على الإنسان زمن لم يذكر فيه؟) قال: وآدم عليه الصلاة والسلام هو آخر الخلق.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان (هل أتى على الإنسان الحيض؟) قال: آدم.

وقوله: (فترة من الزمن) واختلف الناس في التأويل في مدى هذه المدة التي ذكرها الله في هذا الموضع. وقال بعضهم: هي أربعون سنة، وقالوا: ظلت روح آدم متكونة دون الروح. نفخ فيها أربعين سنة، فذلك مقدار المدة التي ذكرها الله في هذا الموضع، قالوا: ولهذا قيل: (هل أتى على الإنسان فترة لم يكن الخلد فيها شيئا يسمى لا)، فإنه جاء عليه وهو جسم مصور لم تتنفس فيه الروح منذ أربعين سنة، فكان شيئاً، إلا أنه لم يكن شيئاً مسمى. قالوا: معنى قوله: (لم يكن شيئاً مذكوراً) لم يكن شيئاً من هيبة ولا تعظيماً ولا إكراماً. لقد كان مجرد طين لزج وطمي متصلب.

وقال آخرون: ليس هناك حد للزمن في هذه الحالة؛ ويدخل في هذا القول أن الله أخبر أنه جاء على الإنسان في وقت من الزمان، ولا يفهم من الحديث أن يقول: جاء على الإنسان حين كان، وقبل أن يكون شيئاً ولم يطلب، قيل: جاء على الإنسان في وقت قبل أن يخلق، ولم يقل جاء العلية. أما الزمن في هذه الحالة فلا حدود له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top