انقسمت نظرة النقاد للماركيز دو ساد بشكل حاد بين التقدير والاستنكار، مما جعله أحد أكثر الكتاب إثارة للجدل. إن سؤال هل هو كاتب عظيم يعتمد على المنظور الذي يحكم من خلاله بالفن الذي يتحدى الحدود، أم أن الأمر مجرد انحرافات شخصية مكتوبة؟
ويعتقد بعض النقاد أن دو ساد كاتب عظيم لأنه امتلك الشجاعة لمعالجة المواضيع المحرمة وكشف زيف القيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة.
- مناقشة رواية "حواء آدم" وانطلاق الرواق الفلسفى في مكتبة مصر الجديدة
- مسابقات وجوائز في شهر سبتمبر.. قدم قبل قفل باب الترشح
- "الشعر موعدنا" ضمن أنشطة وزارة الثقافة ببيت الشعر العربى
وقد نال إعجاب الفلاسفة والكتاب مثل سوريوال وفوكو وبريتون، الذين رأوا في أعماله استكشافًا فلسفيًا للحريات الفردية والتوتر بين الرغبة والسلطة. لقد رأوه محررًا للأدب من قيود الأخلاق الزائفة، ومصدر إلهام للحركات الأدبية مثل السريالية والحداثة.
في المقابل، هاجمه كثيرون باعتبارهم مهووسين بالعنف والجنس، ويعتبرون أعماله مجرد انعكاس لشخصيته المضطربة وليست إبداعًا أدبيًا ساميًا. اعتبر الفيلسوف إدموند بيرك أن كتابات دو ساد تنذر بالفوضى الأخلاقية، بينما رأى آخرون أنها لا تقدم سوى صدمة فارغة.
ومع تطور الدراسات الأدبية والنقدية، أصبح يُنظر إلى دو ساد على أنه ظاهرة ثقافية أكثر من كونه كاتبًا أدبيًا بحتًا. وقد ركزت الدراسات الحديثة على تحليل أفكاره المتعلقة بالحرية الفردية والسلطة والجسد، وربطها بسياق عصره وما بعده. وفي هذا السياق، يعتبر كاتبا “عظيما” من حيث تأثيره الثقافي والفكري، حتى لو كانت أعماله غير مقبولة من حيث الذوق الأدبي التقليدي.