اليوم ذكرى سقوط الأندلس في عام 1492، سقطت مملكة غرناطة، آخر معقل إسلامي في جزيرة أيبيريا، وانتهى 8 قرون من الوجود العربي في الغرب.
وقد تحدثت كتب كثيرة عن سقوط الأندلس، منها “قصة العرب في إسبانيا” للكاتب ستانلي لين بول.
- أسرار صناعة الفخار عند المصرى القديم.. تحف من زمن الفراعنة
- ماذا يقرأ الغرب؟.. الكتب غير الخيالية الأكثر مبيعًا بقائمة نيويورك تايمز
- العثور على بقايا جثث أطفال يرجع عمرها إلى 2000 عام بالنرويج
سقوط غرناطة
كان القبض على أبي عبد الله ضربة قاصمة لحكم المسلمين في الأندلس، ولم يكن أبو عبد الله نفسه رجلاً يستحق الإعجاب – رغم شجاعته وإقدامه – فقد كان ضعيف الرأي، شديد التردد، شديد الوسواس، شديد التعصب. مؤمن بالخرافات، وما زاده جنونا أنه استقر في نفسه أن الزمن عكس آماله وأن القدر حاربه، فكان دائما يندب مصيبته ومصيبته، والناس فعلموا ذلك عنه، ففعلوا. أطلق عليه لقب “شقيتو” أي البائس. والزغيبي الذي كثيرا ما كان يقول عندما يرى آماله تتحول إلى رماد: لقد كتب على لوح القدر أنني سأكون سيئ الحظ، وأن خراب هذه المملكة سيكون بين يدي.
وكان من السهل على المسيحيين أن يطلقوا سراح أبي عبد الله. لقد كان قوة مجردة من السلطة، ولكنهم رأوا أنه رغم ضعفه يمكن أن يكون أداة خطيرة للغاية في أيدي الآخرين، وأكدت الأحداث شكوكهم في أن خضوع أبو عبد الله لفرديناند وبقائه في قبضته هما الأسباب. لسقوط دولة المسلمين في الأندلس، وعندما وصل إلى قرطبة استقبله الملكان الكاثوليكيان بلطف شديد. واستمروا في إغرائه بأشكال الإغراء الخبيثة، موضحين له وظاهرين له شر حاله. له قوة بليتهم وعظمة ملكهم حتى تواضعت رقبته. فصار أداة في أيديهم وخادمًا أمينًا لهم. وبعد أن وثقوا به، طلبوا منه العودة إلى غرناطة، حيث كان والده أبو الحسن قد قيد في قلاع الحمراء على يد أنصاره الذين نزلوا من هناك في جهة البيازين، واستولى على حصن القصباء، وشن حرباً عنيدة ضد والده الذي اصطف ضده.
وبقي أبو عبد الله فترة في حصن القصبة مدعوما بحراب وسيوف بني زغبة، لكن قوة أبو الحسن كانت فوق قوته، فاضطر إلى اللجوء إلى ألميريا، وكان بعد ذلك غرناطة اثنان. السلاطين: أحدهم أبو عبد الله، وكان سيئ الحظ في السياسة والحروب، وكان يكره العرب؛ لأنه أصبح أداة في أيدي أعدائهم، والثاني هو أبو الحسن، أو بالأصح أخوه “الشجاع”،3 لأن السلطان قضى بقية أيامه حزينا مكتئبا بسبب عصيانه. أظهر الابن. ففقد بصره ثم مات، والراجح أنه مات مسموماً.
وأما الزغل: فهو آخر ملك عظيم أنجبته الأندلس. وكان شجاعاً حازماً في رأيه، عدواً قاسياً، قوياً في إصراره على قتال النصارى، ولولا أن ابن أخيه أفسد أمره لبقيت غرناطة في أيدي المسلمين بقية حياته، وإن لم يكن في النهاية مفر من انتصار النصارى، وتسارع سلاطين غرناطة في خلافهم وصراعهم على الملك. ويقرب الملك هذه النهاية، وإذا قضى القدر بسقوط ملك، بدأ ذلك له وملأ رأسه بالسخافة والغطرسة.