صدر مؤخراً عن دار ناريات كتاب “في المدح والذم” للكاتب البحريني حسن مدن، والذي يبدو أنه ينتمي إلى جنس المقال، لكنه يشكل نسيجاً متكاملاً يجسد حساسية الشاعر، وعمقه. للمفكر الفيلسوف، وبراعة المخرج السينمائي.
وفي مقدمة الكتاب الموقعة في ركن التوقيع ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، يوثق المؤلف الفكرة التي نشأ منها الكتاب في ذهنه، والتي جاءت أثناء تحضيره لكتابة مقال عن الثناء على الكتابة، و بحثه عن مقالاته السابقة حول المديح تجنباً للتكرار، وأثناء بحثه عن تلك المقالات التي أثارت إعجابه، وضع المقالات التي سبق أن نشرها في الفئة المقابلة، أي الهجاء والرقابة، ومن الرحم. عد. ومن النقيضين ولدت فكرة الكتاب.
- نجيب سرور.. مسرحياته شاهدة على عصره حتى الآن وأشهرها "منين أجيب ناس"
- علماء اللغة: المعجم التاريخي للغة العربية مشروع العصر الحديث - اليوم السابع
- ظهور حورية البحر بمسلسل جودر.. ماذا قالت عنها الأساطير اليونانية
بعد مقدمة تتناول “الشيء وسلبيته”، ومحاولة فهم جوهره المجرد، وكيفية تقديره ونقده في سياقات مختلفة، يتعمق المؤلف في ثنائيات الوجود وازدواجية طبيعة الأشياء، ويأخذ القارئ في رحلة شيقة تتضمن خمس محطات مهمة، تبدأ بـ«المشاعر»، ومنها صراع العقل والقلب، وتنتقل إلى «الأحوال» كالكلام والصمت، ثم «الأزمنة والصمت». أماكن” تمدح وتستنكر السور، والآيات الأولى والأخيرة، وتنتقل إلى “الثقافة” الورقية والرقمية وغيرها، لتشمل انتهى بها الأمر إلى السفر في “قضايا” تشمل القرون الحالية والماضية، والعرب والعالم. الغرب تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة.
لا يسعى الكتاب إلى امتلاك الحقيقة المطلقة حول جوهر الأشياء، بل يجمع بين الفكر والشعور ويبرهن على ذلك بروائع الفن والأدب والفلسفة، مسلطًا الضوء على النقطة التي تلتقي عندها الثنائيات في لقاء التماسك والتكامل، وليس التنافر والتعارض، ويفتح قلبه للقارئ الذي يتعرف على أفكاره المجسدة لجوهر أفكاره ومشاعره.