أعربت الروائية أحلام مستغانمي عن سعادتها بسيل الحب الذي تلقته من محبيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه خلق علاقة مباشرة بين الكاتبة والقارئ.
- حفل لفرقة المايسترو إيمان جنيدي بقصر الأمير بشتاك.. الأحد المقبل
- دورة محمد جبريل.. الملتقى الأفرو آسيوى يعلن عن مسابقة فى القصة القصيرة
وقالت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي: “لقد حظيت بالكثير من الحب، وأتوقع أن أبقى خالدة في قلوب قرائي، لأنهم سيتذكرون أنني أحببتهم بصدق ودون أدنى شك”. وكشفت أنها فقدت الكثير من الكتب والراحة بسبب العالم الافتراضي، مشيرة إلى أن هذا العالم لم يعد يسمح بذلك. يمكنها أن تكتب بنفسها الطويل المستمر الذي خلقت به “ذاكرة الجسد”؛ لأن الحياة مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مختلفة تمامًا عما كانت عليه من قبل.
يأتي ذلك في حوار مع الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية للدورة 43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أجابت خلالها على سؤال الدورة “هل وسائل التواصل الاجتماعي تخدم الإبداع أم تقتله؟”، و أجرى الإعلامي د. بروين حبيب.
- دورة محمد جبريل.. الملتقى الأفرو آسيوى يعلن عن مسابقة فى القصة القصيرة
- لماذا سجن الكاتب الساخر فولتير في الباستيل عام 1717؟
وفي حديثها عن العلاقة المتشابكة بين الإبداع والخصوصية، تطرقت الروائية أحلام مستغانمي إلى جانب آخر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتها الأدبية والشخصية، إذ أكدت وقالت: “أنا أنشر ما هو في متناول الجميع، وأتجنب التبجح”. صور تجعل قارئي يشعر بأنه مختلف عنه، كما يحب القارئ.. كاتب بشكل خاص لأنه يشبهه، وليس لأنه يبهرها.وأشارت إلى أن ولا يرى القارئ دائمًا الصورة من خلال عيون الكاتبة، في إشارة إلى صورة شاركتها من شرفة منزلها المطلة على البحر، ورأى القراء في ذلك المشهد حافزًا للإبداع، فردت قائلة: “الكاتبة لا يحتاج إلى منظر جميل، بل إلى مكان يستطيع أن ينظر فيه إلى نفسه. إنه يحتاج إلى نظرة صادقة إلى أعماق الروح. أعظم الأعمال الإبداعية كتبت في السجون لأنها تأتي من التأمل الداخلي.
وأضاف مستغانمي أن المؤلف في الماضي كان يبتعد عن قارئه الذي لم يكن يهتم بالتفاصيل الشخصية كالوضع المالي أو أسلوب حياة المؤلف، وهل يعيش ما يكتب أم أن حياته تناقض كتاباته، في إشارة إلى رواية “البؤساء” التي لم يتدخل فيها القارئ بحياة فيكتور التي كانت ثرية. أما الآن، في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فالقارئ، على حد تعبير مستغانمي، “يتنصت ويتجسس، يريد أن يعرف إلى أي مدى يشبه المؤلف كتاباته”، بعد أن أتاح له التواصل الاجتماعي أن يفقد خصوصيته وحق الوصول إليه. احتمال غزو. ليحكم عليه بكل منشور.
القرابة البابوية أقوى من قرابة الدم
وتحدثت مستغانمي عن المسؤولية الكبرى التي يتحملها الكاتب وهي كسب ثقة القراء، مشيرة إلى أنها تزن كلماتها بعناية وتفكر مليا في خطواتها. لأن الثقة المتراكمة مع مرور الوقت يمكن أن تضيع في لحظة. وشددت على عمق هذا التحدي وقالت: “أصعب شيء هو تلبية توقعات الموتى. يمكنك الاعتذار للشخص الحي، لكن إذا مات شخص وأخطأت في حقه، فلا يمكنك تصحيح الخطأ معه”، مضيفا: “احترام ذكرى الميت من الأدباء الذين عرفناهم، وليس وتدنيس تراثهم هو واجب أخلاقي”.
وتطرقت مستغانمي إلى الجانب الإيجابي لوجودها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أتاح لها معرفة من تخاطب بعد أن كانت تكتب سابقا لقارئ مجهول، مما جعل “سجلها العائلي” الأدبي يضم الملايين، إذ “قرابة الحبر” أقوى من قرابة الدم.” إلا أن هذا القرب وهذه “العلاقة” خلقت لها واجبات جديدة؛ وبينما يدعوها البعض منهم لمشاركة تفاصيل حياتهم المؤلمة والشخصية، فهي هنا لتقديم “المساعدات الطارئة” لمن يتصلون بها، على الرغم من الأثر النفسي الذي يتركه ذلك على حياتها.
وأشارت مستغانمي إلى أقوالها التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضحت أنها لم تتعمد إعداد تلك العبارات، بل إنها تكتب بشكل عفوي ودون تخطيط، لتتحول جملها إلى “منشورات” أو أقوال أيقونية. وقالت: «منذ (ذاكرة الجسد) بدأ القراء يأخذون الجمل من رواياتي ويحولونها إلى عبارات هي خلاصة فكرة أو تجربة، هذه العبارات تعيش لأنها تشبه القارئ وتدخله إلى ذاته الحقيقية». “.
- الحوكمة والإدارة الرشيدة.. ملف العدد الجديد بمجلة الديمقراطية
- لماذا سجن الكاتب الساخر فولتير في الباستيل عام 1717؟
واستشهدت بتجربة الشاعر نزار قباني الذي قال لصديقه الذي تفاجأ برؤية سطور الجمل التي كتبها عند قراءة ذاكرة الجسد: “أكتب سطور الجمل التي كتبتني فيها الأحلام”، معتبرة أن هذه الأقوال التي يستخدمها العشاق والأشخاص الذين يعانون من مشاكل هم الذين كتبتهم، مما سيمنحهم عمراً أطول.
وتحدث مستغانمي عن إحدى أبرز سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتعرض الكاتب لتحريف أقواله أو نسبها إلى أقوال آخرين لم يقلها أكثر من أن ينسب إليّ ما لم أقله”. وفي هذا الصدد، تذكرت مستغانمي حادثة. ولا يكون ذلك لأن موضوع المثقف لم يكن معروضا في عصره. وهذا يسلط الضوء على مدى الارتباك الذي يمكن أن تسببه هذه المنصات، حيث أن معظم القراء يحصلون على معلوماتهم من الإنترنت، وليس من الكتب.
وأوضحت الكاتبة الجزائرية أن هناك من يلومها على إعلانها الحرب على الرجال، فانتشرت الشائعات وبدأ البعض يصدقها، قائلة: “للأسف العالم الافتراضي ينصب كمينًا للكاتبة، ويسمح لها بحياتها كما يريد، مثل خبر زواجي وآخره طبعا صبي بعمر أولادي، لأن الصورة كانت مع ابني”.
وعن نظرتها إلى الاستفادة المالية من وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد عدد المتابعين، أكدت مستغانمي أن الاستفادة المالية لم تكن أبدا همها، رغم أنها تعيش في “عصر الأرقام” حيث يتم استثمار كل شيء، وقالت: “أنا ولا يجب أن تتخلى عن الأرباح والمال، ولكن لكل ربح نظير، ويجب عليك الاختيار: هل تقدم حسابًا للتاريخ أم حسابك البنكي، هل تريد الخلود أم الربح الفوري، وأشارت إلى أن بعض الشركات المعروفة لديها جاذبية قدمت لها عروضًا، لكنها ككاتبة لم تستطع التفاوض على اسمها للحصول على عقد أو ربح سريع.
وأضاف مستغانمي: “يقال إن المال ليس له رائحة، ولكنه يفسد رائحة كل شيء، ناهيك عن أنه عندما يختلط بلحظة الأدب، فلا تهتم بما سيكتب عنهم. أنا شخصياً أخاف من التاريخ، وقد خسرت الكثير من الأشخاص. نعم، لكي أفوز بتاريخي.
- إصابة 8 أشخاص جراء زلزال جنوب غربى اليابان
- حفل لفرقة المايسترو إيمان جنيدي بقصر الأمير بشتاك.. الأحد المقبل
وأضافت مستغانمي: “قد أسعد أحيانا ببعض العروض المالية، لكن ضميري أقسى ضدي من أعدائي، وأحاسب نفسي كل يوم وكأنني عدو نفسي”. وتابعت أنها كانت هناك لتقدم لجمهورها شيئا حقيقيا، وليس لتأخذ منهم شيئا، وذكرت موقفا مؤثرا عندما كتب لها أحد المتابعين منذ سنوات: “ليس لي بعد الله إلا أنت”. فبدأت تسأل عنها وكانت السيدة من غزة. ومنذ ذلك الحين، شعرت بمسؤولية الرد والتواصل معها، وظلت تقف إلى جانبها لسنوات عديدة، مؤمنة أن الرسالة الحقيقية تكمن في العطاء الصادق.
- ذاكرة اليوم.. مدريد تستسلم للجنرال فرانكو وميلاد مكسيم جوركى ورحيل على أمين
- ذاكرة اليوم.. استرداد أنطاكية من الصليبيين وميلاد يوسف إدريس
- زكى نجيب محمود أحد أبرز فلاسفة العرب خلال القرن الـ 20.. حياته ومؤلفاته
وأوضحت أن الهموم العربية تطاردها، وهو ما جعلها تتابع منصة “إكس” أكثر من غيرها، فهي تعتبرها الوسيلة الأسرع والأهم للحصول على آخر الأخبار التي تمس نبض الواقع العربي بعد لافتة إلى أنها أحياناً تستيقظ ليلاً لترى ما قد حدث أثناء نومها. تشير إلى أن الهم العربي لا يتركها كاتبة.