كتاب الأم.. ما يقوله الإمام الشافعى فى الطهارة

ونقرأ معاً مع كتاب الأم للإمام الشافعي (150-204هـ) رحمه الله وهو كتاب في الفقه ألفه الإمام في آخر حياته بعد انتقاله إلى مصر، واليوم نتوقف عند ما قاله عن الطهارة:

كتاب الطهارة

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الشافعي -رحمه الله تعالى- قال: قال الله تعالى: “إذا قمتم إلى الصلاة كانت وجوهكم وأيديكم” إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } الآية.
(قال الشافعي): وقد تبين لمن خاطبتهم الآية أنهم لا يغتسلون إلا بالماء. ثم بين في هذه الآية أن الغسل كان بالماء، وكان معقولا فيمن خاطبته الآية أن الماء ليس مما خلقه الله تبارك وتعالى من أشياء لا صنعة فيها للرجال، وذكر الماء. وعلى العموم فإن ماء السماء وماء الأنهار والآبار والأحواض والبحار، سواء كانت عذبة أو مالحة، كانت واحدة في أنها تطهر كل من توضأ. فاغتسل به، وظاهر القرآن يدل على أن الماء الطهور كله هو ماء البحر وغيره، وقد روي فيه حديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم. وظاهر القرآن يوافق إسناده من لا أعرفه (قال الشافعي) حدثنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة قال: حدثنا رجل من آل بن الأزرق، أن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، أخبره أنه سمع أبا هريرة – رضي الله عنه – يقول: “سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا”. – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، إنا نبحر في البحر ومعنا ماء، فإذا اغتسلنا به عطشنا». هل نغتسل بماء البحر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الماء طهور، حل جثته».

(قال الشافعي) أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز بن عمر، عن سعيد بن ثوبان، عن أبي هند الفارسي، عن أبي هريرة. وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لم يطهر البحر لم يطهره الله». (قال الشافعي): الماء كله طاهر ما لم يخالطه. نجاسة ولا طهارة إلا فيه أو في السهل، سواء كان ثلجاً بارداً أو مذاباً، أو ماءً ساخناً أو غير مسخن؛ لأن الماء له طهارة النار، والنار لا تنجس الماء.

(قال الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يسخن له الماء، الذي يغتسل به ويتوضأ.

(قال الشافعي): لا أكره ماء الشمس إلا لدواء (قال الشافعي) قال لنا إبراهيم بن محمد عن صدقة بن عبد الله. وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن عمر كان يكره الاغتسال بماء الشمس، وقال: إنه يسبب الجذام.

(قال الشافعي): الماء طاهر لا ينجس إلا مع نجاسة مخالطة له. فالشمس والنار ليستا نجستين، بل النجاسة المحرمة فقط.

أما بالنسبة للإنسان، سواء كان الماء من الشجر أو الورد أو غيرهما، فهو غير طاهر، وكذلك الماء من أجسام الكائنات الحية ليس طاهرًا. فليس شيء من ذلك يسمى ماء، بل يقال: ماء، وهو ماء الورد، وماء شجرة كذا، وماء مفصل كذا، وماء هيئة كذا وكذا. وكذلك لو ذبح جزرة وأخذ بطنها واعصر منها ماء لم يطهر. فإنه لا يسمى ماء إلا بشيء آخر، ويقال ماء البطن وماء المفاصل، كما يقال ماء ورد وماء شجرة فلان. . وكذلك لا يكفي الوضوء بأي منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top