وتستضيف مدينة كازان الروسية، قمة البريكس، لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 10 دول من بينها مصر. ويعد هذا أول اجتماع لزعماء البريكس منذ توسيع حكومة المجموعة مطلع العام الجاري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتأتي القمة في إطار مبادرة لإنشاء نظام عالمي جديد أنهته هيمنة الولايات المتحدة.
قازان مدينة يسكنها أكثر من مليون نسمة، ولها تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام، وهي عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، والميناء الرئيسي على الضفة اليسرى لنهر الفولغا.
يُعتقد أن أول ذكر لمدينة قازان يعود إلى القرن الثامن الميلادي، وتحديداً النصف الثاني منها. ويرجع ذلك إلى الصراعات العديدة التي لوحظت طوال تلك الحقبة في المنطقة الواقعة ضمن سهول نهر الفولغا. دمرت هذه الصراعات قازان عدة مرات، مما أدى إلى شل حركة الحياة فيها، حيث أصبحت… أصبح الزمن مركزًا لخانية قازان.
وكان المغول المسلمون، المعروفون باسم حكام دولة “القبيلة الذهبية”، يحكمون منطقة “نهر الفولغا” بأكملها، وامتدت سلطة هذه القبيلة المغولية من تركستان إلى روسيا وسيبيريا. حتى أنهم حكموا موسكو نفسها، ولم يتم تعيين أمير موسكو إلا بعد موافقتهم. وأسسوا “قازان” الشهيرة شمال نهر الفولغا، والتي أصبحت عاصمتهم فيما بعد. “السرّة” التي كانت العاصمة لفترة طويلة، ومدينة “بلغاري” أو “بلغاري” أو “بلار” كما كتبها المؤرخون المسلمون، ومدينة “الحاج طرخان” التي غيّرها الروس والغربيون إلى “” أستراخان” لقد أصبحت مشهورة بسبب ذلك فقط.
وبحسب مكتبة الدعوة، فإن هؤلاء المغول الذين كانوا يعرفون بالتتار، اختلطوا الآن مع بلغار الفولغا المسلمين، وأصبح سكان هذه المناطق جميعهم يعرفون باسم “التتار” وكان لهم خانية أو دولة إسلامية في عام 842. هـ (1438م) وكان يحكمها “أولوغ محمد”. لكن الظروف السياسية لم تساعده؛ وكانت نهضة روسيا على يد القيصر إيفان الرهيب، الذي دمر مملكته الإسلامية -في عهد خلفائه- واحتل الممالك الإسلامية المجاورة له في المنطقة. وليخسر المسلمون حوض نهر الفولجا الذي أقاموا فيه حضارة إسلامية كان من أهم مظاهرها الحكم والإدارة والعمارة والثقافة.
- دار الكتب والوثائق تستقبل طلاب آثار دمياط
- لوحات عالمية.. إصلاح الشراع لـ خواكين سورولا - اليوم السابع
- مقدمات الكتب.. ما قاله فؤاد زكريا فى نقد الاستشراق وأزمة الثقافة العربية
منذ القرن السادس عشر الميلادي، أصبحت قازان تحت الحكم الروسي. نتيجة لحصار قازان عام 1552، غزا القيصر إيفان الرهيب المدينة ونقل السكان المتبقين قسراً إلى موقع يبعد 50 كيلومترًا (31 ميلاً) عن المدينة. وفي عام 1708، ألغيت ولاية قازان، وأصبحت قازان عاصمة لمحافظة قازان، وبعد زيارة بطرس الأكبر، أصبحت المدينة مركزًا لبناء السفن لأسطول بحر قزوين.